@ 43 @ .
ويحتمل أن يريد ما كتب الله لنا في قرآننا علينا من أنا إما أن نظفر بعدونا وإما أن نستشهد فندخل الجنة . .
قال القاضي أبو محمد وهذا الإحتمال يرجع إلى الأول وقد ذكرهما الزجاج وقوله ! 2 < وعلى الله فليتوكل المؤمنون > 2 ! معناه مع سعيهم وجدهم إذ لا حول ولا قوة إلا بالله وهذا قول أكثر العلماء وهو الصحيح والذي فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة عمره ومنه مظاهرته بين درعين وتخبط الناس في معنى التوكل في الرزق فالأشهر والأصح أن الرجل الذي يمكنه التحرف الحلال المحض الذي لا تدخله كراهية ينبغي له أن يمتثل منه ما يصونه ويحمله كالإحتطاب ونحوه وقد قرن الله تعالى الرزق بالتسبب ومنه ! 2 < وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا > 2 ! ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الطير تغدو خماصا الحديث . .
ومنه قوله قيدها وتوكل وذهب بعض الناس إلى أن الرجل القوي الجلد إذا بلغ من التوكل إلى أن يدخل غارا أو بيتا يجهل أمره فيه ويبقي في ذكر الله متوكلا يقول إن كان بقي لي رزق فسيأتي الله به وإن كان رزقي قد تم مت إذ ذلك حسن بالغ عند قوم وحدثني أبي رضي الله عنه أنه كان في الحرم رجل ملازم يخرج من جيبه المرة بعد المرة بطاقة ينظر فيها ثم يصرفها ويبقى على حاله حتى مات في ذلك الموضع فقرأت البطاقة فإذا فيها مكتوب ! 2 < واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا > 2 ! . .
قال القاضي أبو محمد وهذه الطريقة لا يراها جل أهل العلم بل ينبغي أن يسعى الرجل لقدر القوت سعيا جميلا لا يواقع فيه شبهة فإن تعذر عليه جميع ذلك وخرج إلى حد الإضطرار فحينئذ أن تسامح في السؤال وأكل الميتة وما أمكنه من ذلك فهو له مباح وإن صبر وتحتسب نفسه كان في أعلى رتبة عند قوم ومن الناس من يرى أن فرضا عليه إبقاء رمقه وأما من يختار الألقاء باليد والسعي ممكن فما كان هذا قط من خلق الرسول ولا الصحابة ولا العلماء والله سبحانه الموفق للصواب ومن حجج من يقول بالتوكل حديث النبي صلى الله عليه وسلم في قوله يدخل الجنة سبعون ألفا من أمتي بلا حساب وهم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطببون وعلى ربهم يتوكلون وفي هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لعكاشة بن محصن أن يكون منهم فقيل ذلك لأنه عرف منه انه معد لذلك وقال للآخر سبقك بها عكاشة وردت الدعوة فقيل ذلك لأنه كان منافقا وقيل بل عرف منه أنه لا يصح لهذه الدرجة من التوكل . .
قوله عز وجل $ التوبة 52 - 53 $ .
فالمعنى في هذه الآية الرد على المنافقين في معتقدهم في المؤمنين وإزالة ظنهم أن المؤمنين تنزل