@ 42 @ بالغزو إلى بلاد الروم حرض الناس فقال للجد بن قيس هل لك العام في جلاد بني الأصفر وقال له وللناس اغزوا تغنموا بنات الأصفر فقال له الجد بن قيس ائذن لي في التخلف ولا تفتني بذكر بنات الأصفر فقد علم قومي أني لا أتمالك عن النساء إذا رأيتهن ذكر ابن إسحاق ونحو هذا من القول الذي فيه فتور كثير وتخلف في الاعتذار وأسند الطبري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اغزوا تبوك تغنموا بنات الأصفر فقال الجد ائذن ولا تفتنا بالنساء وهذا منزع الأول إذا نظر وهو أشبه بالنفاق والمحادة وقال ابن عباس إن الجد قال ولكني أعينك بمالي وتأول بعض الناس قوله ! 2 < ولا تفتني > 2 ! أي لا تصعب علي حتى أحتاج إلى مواقعة معصيتك ومخالفتك فسهل أنت علي ودعني غير مجلح وهذا تأويل حسن واقف مع اللفظ لكن تظاهر ما روي من ذكر بنات الأصفر وذلك معترض في هذا التأويل وقرأ عيسى بن عمر ولا تفتني بضم التاء الأولى قال أبو حاتم هي لغة بني تميم والأصفر هو الروم بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهما السلام وكان أصفر اللون فيقال للروم بنو الأصفر ومن ذلك قول أبي سفيان أمر ابن أبي كبشة أنه يخافه ملك بني الأصفر ومنه قول الشاعر عدي بن زيد العبادي .
( وبنو الأصفر الكرام ملوك الروم % لم يبق منهم مذكور ) + الخفيف + .
وذكر النقاش والمهدوي أن الأصفر رجل من الحبشة وقع ببلاد الروم فتزوج وأنسل بنات لهن جمال وهذا ضعيف وقول ! 2 < ألا في الفتنة سقطوا > 2 ! أي في الذي أظهروا الفرار منه بما تبين لك وللمؤمنين من نفاقهم وصح عندكم من كفرهم وفسد مما بينكم وبينهم و ! 2 < سقطوا > 2 ! عبارة منبئة عن تمكن وقوعهم ومنه على الخبير سقطت ثم قال ! 2 < وإن جهنم لمحيطة بالكافرين > 2 ! وهذا توعد شديد لهم أي هي مآلهم ومصيرهم كيف ما تقلبوا في الدنيا فإليها يرجعون فهي محيطة بهذا الوجه وقوله تعالى ! 2 < إن تصبك حسنة > 2 ! الآية أخبر تعالى عن معتقدهم وما هم عليه والحسنة هنا بحسب الغزوة هي الغنيمة والظفر والمصيبة الهزم والخيبة واللفظ عام بعد ذلك في كل محبوب ومكروه ومعنى قوله ! 2 < قد أخذنا أمرنا من قبل > 2 ! أي حزمنا نحن في تخلفنا ونظرنا لأنفسنا وقوله تعالى ^ قل لن يصبنا ^ الآية أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يرد على المنافقين ويفسد عليهم فرحهم بان يعلمهم أن الشيء الذي يعتقدونه مصيبة ليس كما اعتقدوه بل الجميع مما قد كتبه الله عز وجل للمؤمنين فإما أن يكون ظفرا وسرورا في الدنيا وإما أن يكون ذخرا للآخرة وقرأ طلحة بن مصرف قل هل يصيبنا ذكره أبو حاتم وعند ابن جني وقرأ طلحة بن مصرف وأعين قاضي الري قل لن يصيبنا بشد الياء التي بعد الصاد وكسرها كذا ذكر أبو الفتح وشرح ذلك وهو وهم والله أعلم . .
قال أبو حاتم قال عمرو بن شفيق سمعت أعين قاضي الري يقرأ قل لن يصيبنا النون مشددة قال أبو حاتم ولا يجوز ذلك لأن النون لا تدخل مع لن ولو كانت لطلحة بن مصرف لجازت لأنها مع هل قال الله عز وجل ! 2 < هل يذهبن كيده ما يغيظ > 2 ! وقوله ! 2 < كتب الله > 2 ! يحتمل أن يريد ما قضى وقدر