@ 182 @ ذلك ) لما ذكر أن أهل الكتاب يعيبون المسلمين بالإيمان بالله ورسله ذكر عيوب أهل الكتاب في مقابلة ذلك ردا عليهم فالخطاب في أنبئكم لليهود والإشارة بذلك إلى ما تقدم من حال المؤمنين ! 2 < مثوبة عند الله > 2 ! هي من الثواب ووضع الثواب موضع العقاب تهكما بهم نحو قوله فبشرهم بعذاب أليم ! 2 < من لعنه الله > 2 ! يعني اليهود ومن في موضع رفع بخبر مبتدأ مضمر تقديره هو من لعنه الله أو في موضع خفض على البدل من بشر ولا بد في الكلام من حذف مضاف تقديره بشر من أهل ذلك وتقديره دين من لعنه الله ! 2 < وجعل منهم القردة والخنازير > 2 ! مسخ قوم من اليهود قرودا حين اعتدوا في السبت ومسخ قوم منهم خنازير حين كذبوا بعيسى ابن مريم ! 2 < وعبد الطاغوت > 2 ! القراءة بفتح الباء فعل معطوف على لعنه الله وقرىء بضم الباء وخفض الطاغوت على أن يكون عبد اسما على وجه المبالغة كيقظ أضيف إلى الطاغوت وقرىء وعابد وعباد وهو في هذه الوجوه عطف على القردة والخنازير ! 2 < شر مكانا > 2 ! أي منزلة ونسب الشر للمكان وهو في الحقيقة لأهله وذلك مبالغة في الذم ^ وإذا جاؤكم قالوا آمنا ^ نزلت في منافقين من اليهود ! 2 < وقد دخلوا بالكفر > 2 ! تقديره ملتبسين بالكفر والمعنى دخلوا كفارا وخرجوا كفارا ودخلت قد على دخلوا وخرجوا تقريبا للماضي من الحال أي ذلك حالهم في دخولهم وخروجهم على الدوام ! 2 < بالإثم > 2 ! الكذب وسائر المعاصي ! 2 < والعدوان > 2 ! الظلم ! 2 < السحت > 2 ! الحرام ! 2 < لولا ينهاهم > 2 ! عرض وتحضيض وتقريع ! 2 < ليس > 2 ! اللام في الموضعين للقسم ! 2 < وقالت اليهود يد الله مغلولة > 2 ! غل اليد كناية عن البخل وبسطها كناية عن الجود ومنه ! 2 < ولا تجعل يدك مغلولة > 2 ! أي لا تبخل كل البخل ! 2 < ولا تبسطها كل البسط > 2 ! أي لا تجد كل الجود وروي أن اليهود أصابتهم سنة جهد فقالوا هذه المقالة الشنيعة وكان الذي قالها فنحاص ونسبت إلى جملة اليهود لأنهم رضوا بقوله ! 2 < غلت أيديهم > 2 ! يحتمل أن يكون دعاء أو خبرا ويحتمل أن يكون في الدنيا أو في الآخرة فإن كان في الدنيا فيحتمل أن يراد به البخل أو غل أيديهم في الأسر وإن كان في الآخرة فهو جعل الأغلال في جهنم ! 2 < بل يداه مبسوطتان > 2 ! عبارة عن إنعامه وجوده وإنما ثنيت اليدان هنا وأفردت في قول اليهود يد الله مغلولة ليكون ردا عليهم ومبالغة في وصفه تعالى بالجود كقول العرب فلان يعطي بكلتا يديه إذا كان عظيم السخاء ^ كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها