@ 292 @ طريق عبد الله بن أبي المُحِل وهو بضم الميم وكسر المهملة وتشديد اللام قال ( كنا مع علي فمررنا على الخسف الذي ببابل فلم يصل حتى أجازه أي تعداه ) ومن طريق أخرى عن علي قال : ( ما كنت لأصلي بأرض خسف الله بها ثلاث مرار ) والظاهر أن قوله ثلاث مرار ليس متعلقاً بالخسف لأنه ليس فيها إلا خسف واحد . وإنما أراد أن علياً قال ذلك ثلاثاً . ورواه أبو داود مرفوعاً من وجه آخر عن علي ولفظه : ( نهاني حبيبي صلى الله عليه وسلم أن أصلي في أرض بابل فإنها ملعونة ) في إسناده ضعف واللائق بتعليق المصنف ما تقدم والمراد بالخسف هنا ما ذكره الله تعالى في قوله : { فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ } ، ذكر أهل التفسير والأخبار : أن المراد بذلك أن النمروذ بن كنعان بنى ببابل بنياناً عظيماً يقال إن ارتفاعه كان خمسة آلاف ذراع فخسف الله بهم : قال الخطابي : ( لا أعلم أحداً من العلماء حرم الصلاة في أرض بابل ) انتهى محل الغرض من فتح الباري . .
وقول الخطابي يعارضه ما رأيته عن علي رضي الله عنه ، ولكنه يشهد له عموم الحديث الصحيح : ( وجعلت لنا الأرض مسجداً وطهوراً ) وحديث أبي داود المرفوع عن علي الذي أشار له ابن حجر أن فيه ضعفاً هو قوله : ( حدثنا سليمان بن داود أخبرنا ابن وهب قال حدثني ابن لهيعة ويحيى بن أزهر عن عمار بن سعد المرادي عن أبي صالح الغفاري : أن علياً رضي الله عنه مر ببابل وهو يسير فجاءه المؤذن يؤذنه بصلاة العصر . فلما برز منها أمر المؤذن فأقام الصلاة فلما فرغ منها قال : ( إن حبيبي صلى الله عليه وسلم نهاني أن أصلي في المقبرة ، ونهاني أن أصلي في أرض بابل فإنها ملعونة ) . .
حدثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أزهر وابن لهيعة عن الحجاج بن شداد عن أبي صالح الغفاري عن علي بمعنى سليمان بن داود قال : ( فلما خرج ) مكان ( فلما برز ) اه وقد يظهر للناظر في إسنادي هذا الحديث أنه لا يقل عن درجة القبول ، ولكن فيه علة خفية نبه عليها ابن يونس أما كونه لا يقل عن درجة القبول فلأن طريقته الأولى أول طبقاتها سليمان بن داود ولا خلاف في كونه ثقة ، وفي الثانية أحمد بن صالح مكان سليمان المذكور ، وأحمد بن صالح ثقة حافظ . وكلام النسائي فيه غلط مردود عليه كما قال العراقي في ألفيته : حدثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أزهر وابن لهيعة عن الحجاج بن شداد عن أبي صالح الغفاري عن علي بمعنى سليمان بن داود قال : ( فلما خرج ) مكان ( فلما برز ) اه وقد يظهر للناظر في إسنادي هذا الحديث أنه لا يقل عن درجة القبول ، ولكن فيه علة خفية نبه عليها ابن يونس أما كونه لا يقل عن درجة القبول فلأن طريقته الأولى أول طبقاتها سليمان بن داود ولا خلاف في كونه ثقة ، وفي الثانية أحمد بن صالح مكان سليمان المذكور ، وأحمد بن صالح ثقة حافظ . وكلام النسائي فيه غلط مردود عليه كما قال العراقي في ألفيته : % ( وربما رد كلام الجارح % كالنسائي في أحمد بن صالح ) % .
وسبب غلطه في ذلك أن ابن معين كذب أحمد بن صالح الشموني . فظن النسائي أن