@ 189 @ .
وقوله : { لَعَمْرُكَ } معناه أقسم بحياتك . والله جل وعلا له أن يقسم بما شاء من خلقه ، ولم يقسم في القرآن بحياة أحد إلا نبينا صلى الله عليه وسلم وفي ذلك من التشريف له صلى الله عليه وسلم ما لا يخفى . .
ولا يجوز لمخلوق أن يحلف بغير الله ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ) . .
وقوله : { لَعَمْرُكَ } مبتدأ خبره محذوف ، أي لعمرك قسمى وسمع عن العرب تقديم الراء على اللام في لعمرك فتقول فيها : رعملك ، ومنه قول الشاعر : لَعَمْرُكَ } مبتدأ خبره محذوف ، أي لعمرك قسمى وسمع عن العرب تقديم الراء على اللام في لعمرك فتقول فيها : رعملك ، ومنه قول الشاعر : % ( رعملك إن الطائر الواقع الذي % تعرض لي من طائر لصدوق ) % .
وقوله : { لَفِى سَكْرَتِهِمْ } أي عماهم وجهلهم وضلالهم . والعمه : عمى القلب ، فمعنى { يَعْمَهُونَ } يترددون متحيرين لا يعرفون حقاً من باطل ، ولا نافعاً من ضار ، ولا حسناً من قبيح . .
واختلف العلماء في المراد بقول لوط عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام : { هَاؤُلاءِ بَنَاتِى } في الموضعين على أقوال : .
أحدها أنه أراد المدافعة عن ضيفه فقط ، ولم يرد إمضاء ما قال ، وبهذا قال عكرمة وأبو عبيدة . .
الثاني أن المراد بناته لصلبه ، وأن المعنى : دعوا فاحشة اللواط وأزوجكم بناتي . وعلى هذا فتزويج الكافر المسلمة كان جائزاً في شرعه ، كما كانت بنات نبينا صلى الله عليه وسلم تحت الكفار في أول الإسلام كما هو معروف . وقد أرسلت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عقدها الذي زفتها به أمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها إلى زوجها أبي العاص بن الربيع ، أرسلته إليه في فداء زوجها أبي العاص المذكور لما أسره المسلمون كافراً يوم بدر ، والقصة مشهورة ، وقد عقدها الشيخ أحمد البدوي الشنقيطي في مغازيه بقوله في غزوة بدر : عقدها الذي زفتها به أمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها إلى زوجها أبي العاص بن الربيع ، أرسلته إليه في فداء زوجها أبي العاص المذكور لما أسره المسلمون كافراً يوم بدر ، والقصة مشهورة ، وقد عقدها الشيخ أحمد البدوي الشنقيطي في مغازيه بقوله في غزوة بدر : % ( وابن الربيع صهر هادي الملة % إذ في فداه زينب أرسلت ) % % ( بعقدها الذي به أهدتها % له خديجة وزففتها ) % % ( سرحه بعقدها وعهدا % إليه أن يردها له غدا الخ ) % .
القول الثالث أن المراد بالبنات : جميع نساء قومه ، لأن نبي القوم أب ديني لهم