@ 173 @ .
والنفي في قوله : { فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً } . .
وكون الربوبية تستوجب العبادة ، جاء صريحاً في قوله تعالى : { فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَاذَا الْبَيْتِ * الَّذِى أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَءَامَنَهُم مِّنْ خوْفٍ } . .
فالموصول وصلته في معنى التعليل لموجب العبادة ، وسيأتي لذلك زيادة إيضاح إن شاء الله تعالى في نهاية السورة . .
وقد جاء هنا لفظ { بِرَبِّ النَّاسِ } ، بإضافة الرب إلى الناس ، بما يشعر بالاختصاص ، مع أنه سبحانه رب العالمين ورب كل شيء ، كما في أول الفاتحة : { الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } . .
وفي قوله : { قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِى رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَىْءٍ } . .
فالإضافة هنا إلى بعض أفراد العام . .
وقد أضيف إلى بعض أفراد أخرى كالسماوات والأرض وغيرها من بعض كل شيء ، كقوله : { قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ قُلِ اللَّهُ } . .
وقوله : { رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً } . .
وإلى البيت { فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَاذَا الْبَيْتِ } . .
وإلى البلد الحرام { إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبِّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ } . .
وإلى العرش { رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ } . .
وإلى الرسول { اتَّبِعْ مَآ أُوحِىَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } . .
وقوله : { وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ } ، إلى غير ذلك . .
ولكن يلاحظ أنه مع كل إضافة من ذلك ما يفيد العموم ، وأنه مع إضافته لفرد من أفراد العموم ، فهو رب العالمين ، ورب كل شيء ، ففي إضافته إلى السماوات والأرض جاء معها { قُلِ اللَّهُ } . .
وفي الإضافة إلى المشرق والمغرب جاء { لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً } .