@ 136 @ . .
تنبيه .
في هذه السورة منهج إصلاحي ، وهو عدم قبول ولا صلاحية أنصاف الحلول ، لأن ما عرضوه عليه صلى الله عليه وسلم من المشاركة في العبادة ، يعتبر في مقياس المنطق حلا وسطاً لاحتمال إصابة الحق في أحد الجانبين ، فجاء الرد حاسماً وزاجراً وبشدة ، لأن فيه أي فيما عرضوه مساواة للباطل بالحق ، وفيه تعليق المشكلة ، وفيه تقرير الباطل ، إن هو وافقهم ولو لحظة . .
وقد تعتبر هذه السورة مميزة وفاصلة بين الطرفين ، ونهاية المهادنة ، وبداية المجابهة . .
وقد قالوا : إن ذلك بناء على ما أمره الله به في السورة قبلها { إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } ، أي وإن كنت وصحبك قلة ، فإن معك الخير الكثير ، ولمجيء قل لما فيها من إشعار بأنك مبلغ عن اللَّه ، وهو الذي ينصرك ، ولذا جاء بعدها حالاً سورة النصر وبعد النصر : تبُّ العدو . .
وهذا في غاية الوضوح ، وللَّه الحمد .