@ 78 @ قوله : { ثُمَّ لَتُسْألُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } ، لمناسبتها لأول السورة . .
كما هو ظاهر بشمول النعيم للمال شمولاً أولياً . .
وقوله : { حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ } . .
أخذ منه من قال : إن تفاخرهم ، حملهم على الذهاب إلى المقابر ليتكاثروا بأمواتهم ، كما جاءت في أخبار أسباب النزول المتقدمة . .
والصحيح في زرتم المقابر : يعني متم ، لأن الميت يأتي إلى القبر كالزائر لأن وجوده فيه مؤقتاً . .
وقد روي : أن أعرابياً سمع هذه الآية ، فقال : بعثوا ورب الكعبة ، فقيل له في ذلك ، فقال : لأن الزائر لا بد أن يرتحل . .
تنبيه .
قد بحث بعض العلماء مسألة زيارة القبور هنا لحديث : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، ألا فزوروها فإنها تزهِّد في الدنيا وتذكِّر في الآخرة ) . .
وقالوا : إن المنع كان عاماً من أجل ذكر مآثر الآباء والموتى ، ثم بعد ذلك رخص في الزيارة ، واختلفوا فيمن رخص له . فقيل : للرجال دون النساء لعدم دخولهن في واو الجماعة في قوله : ( فزوروها ) . .
وقيل : هو عام للرجال وللنساء ، واستدل كل فريق بأدلة يطول إيرادها . .
ولكن على سبيل الإجمال لبيان الأرجح ، نورد نبذة من البحث . .
فقال المانعون للنساء : إنهن على أصل المنع ، ولم تشملهن الرخصة ، ومجيء اللعن بالزيارة فيهن . .
وقال المجيزون : إنهن يدخلن ضمناً في خطاب الرجال ، كدخولهن في مثل قوله : { وَأَقِيمُواْ الصَّلواةَ وَآتُواْ الزَّكَواةَ } ، فإنهن يدخلن قطعاً . .
وقالوا : إن اللعن المنوه عنه جاء في الحديث بروايتين رواية : ( لعن الله زائرات القبور ) . .
وجاء ( لعن الله زوَّارات القبور والمتَّخذات عليهن السرج ) إلى آخره .