@ 568 @ .
والأحاديث من السنة على ذلك عديدة بالغة مبلغها في حقه ، وكان صلى الله عليه وسلم أرحم الناس به وأشفقهم عليه ، حتى قال : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين يشير إلى السبابة والوسطى وفرّج بينهما ) رواه البخاري وأبو داود والترمذي . .
وفي رواية أبي هريرة عند مسلم ومالك : ( كافل اليتيم له أو لغيره ) أي قريب له أو بعيد عنه . .
وعند أحمد والطبراني مرفوعاً : ( من ضم يتيماً من بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه ، وجبت له الجنة ) قال المنذري : رواه أحمد ، محتج بهم إلا علي بن زيد . .
وعند ابن ماجه عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم ، يُحسن إليه . وشر بيت في المسلمين ، بيت فيه يتيم يُساء إليه ) . .
وجاء عند أبي داود ما هو أبعد من هذا وذلك ، حتى إن الأم لتعطل مصالحها من أجل أيتامها ، في قوله صلى الله عليه وسلم ( أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة وأومأ بيده يزيد بن زربع بفتح الزاي وإسكان الباء بالوسطى والسبابة امرأة آمت زوجها بألف ممدودة وميم مفتوحة وتاء أصبحت أيماً ، بوفاة زوجها ذات منصب وجمال حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا ) . .
وجعله الله دواء لقساوة القلب ، كما روى أحمد ورجاله رجال الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رجلاً شكا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال : ( امسح رأس اليتيم ، وأطعم المسكين ) . .
وهنا يتجلى سر لطيف في مثالية التشريع الإسلامي ، حيث يخاطب الله تعالى أفضل الخلق وأرحمهم ، وأرأفهم بعباد الله ، الموصوف بقوله تعالى : { بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } ، وبقوله : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } ، ليكون مثالاً مثالياً في أمة قست قلوبها وغلظت طباعها ، فلا يرحمون ضعيفاً ، ولا يؤدون حقاً إلا من قوة يدينون لمبدأ ( من عزَّ بزّ ، ومن غلب استلب ) يفاخرون بالظلم ويتهاجون بالأمانة ، كما قال شاعرهم : وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } ، ليكون مثالاً مثالياً في أمة قست قلوبها وغلظت طباعها ، فلا يرحمون ضعيفاً ، ولا يؤدون حقاً إلا من قوة يدينون لمبدأ ( من عزَّ بزّ ، ومن غلب استلب ) يفاخرون بالظلم ويتهاجون بالأمانة ، كما قال شاعرهم : % ( قبيلة لا يخفرون بذمة % ولا يظلمون الناس حبة خردل ) % .
ويقول حكيمهم