@ 543 @ يُزَكِّى مَن يَشَآءُ } بفضله ، { وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } بعدلة . واللَّه تعالى أعلم . { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ * إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا } . ثمود : اسم للقبيلة أسند إليها التكذيب ، أي بنبي الله صالح ، وأشقاها هو عاقر الناقة أسند الانبعاث له وحده بين ما جاء بعده ، { فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا } ، فأسند العقر لهم . .
وقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه الجمع بين ذلك في سورة الزخرف ، ومضمونة أنهم متواطؤون معه كما في قوله : { فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ } ، فكانوا شركاء له في عقرها ، كما قال الشاعر : فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ } ، فكانوا شركاء له في عقرها ، كما قال الشاعر : % ( والسامع الذم شريك لقائه % ومطعم المأكول شريك للآكل ) % .
وفي قصة أبي طلحة في صيد الحمار الوحشي ، سألهم النَّبي صلى الله عليه وسلم وهم محرمون للعمرة ( هل دله عليه منكم أحد ؟ قالوا : لا ، قال : هل عاونه عليه منكم أحد ؟ قالوا : لا ، قال : فكلوا إذًا ) ، لأن مفهومه : لو عاونوا أو دلوا لكانوا شركاء في صيده ، فيحرم عليهم لقوله تعالى : { لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ } ، وبعدم اشتراكهم حل لهم ، فلو عاونوا أو شاركوا لحرّم عليهم ، وهنا لما كانوا راضين ونادوه وتعاطى سواء عهودهم أو عطاؤهم أو غير ذلك فعقرها وحده ، كان هذا باسم الجميع ، فكانت العقوبة باسم الجميع ، ويؤخذ من هذا قتل الجماعة بالواحد ، وعقوبة الربيئة مع الجاني ، واللَّه تعالى أعلم .