@ 535 @ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ } ، لأن الإيمان هو العمل الأساسي في حمل العبد على عمل الخير يبتغي به الثواب ، وخاصة الإنفاق في سبيل اللَّه ، لأنه بذل بدون عوض عاجل . .
وقد بحث العلماء موضوع عمل الكافر الذي عمله حالة كفره ثم أسلم ، هل ينتفع به بعد إسلامه أم لا ؟ .
والراجح : أنه ينتفع به ، كما ذكر القرطبي أن حكيم بن حزام بعد ما أسلم قال : يا رسول اللَّه إنا كنَّا نتحنث بأعمال في الجاهلية فهل لنا منها شيء ؟ فقال عليه السلام ( أسلمت على ما أسلفت من الخير ) ، وحديث عائشة قالت : ( يا رسول الله إن ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم الطعام ويفك العاني ويعتق الرقاب ، ويحمل على إبله لله ، فهل ينفعه ذلك شيئاً ؟ قال : لا ، إنه لم يقل يوماً : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ) . .
ومفهومه أنه لو قالها ، أي لو أسلم فقالها كان ينفعه ، والله تعالى أعلم . وقوله تعالى : { يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ } . تتمة لصفاتهم ، والصبر عام على الطاعة وعن المعصية ، والمرحمة زيادة في الرحمة ، والحديث ( الراحمون يرحمهم الرحمان ) . .
وذكر المرحمة هنا يتناسب مع العطف على الرقيق والمسكين واليتيم ، واللَّه تعالى أعلم .