@ 500 @ .
وقد ناقشها الرازي بعد مقدمة ، قال فيها : من الناس من تمسك بهذه الآية ، في أَن الاسم نفس المسمى . .
فأقول : إن الخوض في الاستدلال لا يمكن إلا بعد تلخيص محل النزاع ، فلا بد ها هنا من بيان أن الاسم ما هو والمسمى ما هو . .
فنقول : إن كان المراد من الاسم هو هذا اللفظ ، وبالمسمى تلك الذات ، فالعاقل لا يمكن أن يقول : الاسم هو المسمى ، وإن كان المراد من الاسم هو تلك الذات ، وبالمسمى أيضاً تلك الذات . كان قولنا الاسم نفس المسمى ، هو أن تلك الذات هي تلك الذات . وهذا لا يمكن أن ينازع فيه عاقل ، فعلمنا أن هذه المسألة في وصفها ركيكة ، وذكر الاشتباه على المتأخرين بسبب لفظ الاسم الذي هو قسيم الفعل والحرف ، إذ هو مراد المتقدمين في إطلاقه وإرادة مسماه . .
ومن هنا تعلم : لماذا أعرض الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه عن بيانها ؟ وقد أوردنا هذا البيان المجمل ، لنطلع القارىء إليه ، وعلى كل تقدير عند المتقدمين أو المتأخرين فإنه إن وقع الاحتمال في الذوات الأخرى فلا يقع في ذات الله وأسمائه ، لأن لأسماء الله أحكاماً لا لأسماء الآخرين ، ولأسمائه سبحانه حق التسبيح والتنزيه والدعاء بها كما تقدم . .
وهنا وجهة نظر لم أر من صرح بها ، ولكن قد تفهم من كلام بعض المفسرين وتشير إليها السنة . وهي : أن يكون التسبيح هنا بمعنى الذكر والتعبد ، كالتحميد والتهليل والتكبير . .
وقد جاء في كلام الرازي قوله : ويكون المعنى سبح ربك بذكر أسمائه ، ونحوه في بعض نُقول الطبري . .
أما إشارة السنة إلى ذلك ، فقد روى الطبري وغيره عنه صلى الله عليه وسلم أنها لما نزلت ، قال صلى الله عليه وسلم بعد أن قرأها : ( سبحان ربي الأعلى ) . .
وكذلك ما روي أنه صلى الله عليه وسلم لما نزلت { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } ، قال : ( اجعلوها في ركوعكم ) ولما نزلت هذه قال : ( اجعلوها في سجودكم )