@ 499 @ وقوله تعالى : { أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الاٌّ سْمَآءَ الْحُسْنَى } . ثم قال : ولسنا نريد أن نذكر كلام المتكلمين في الاسم والمسمى هل الاسم هو المسمى أو لا ؟ لأن مرادنا هنا بيان معنى الآية . ا ه . .
فتضمن كلامه رحمة الله تعالى علينا وعليه ، احتمال كون المراد : تنزيه اسم الله عما ألحد فيه الملحدون ، كاحتمال تنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق بجلاله ، كما تضمن عدم لزوم كون الاسم هنا بمعنى المسمى ، ولعلنا نورد مجمل بيان تلك النقاط إن شاء اللَّه . .
أما تنزيه أسماء الله فهو على عدة معانٍ . .
منها : تنزيهها عن إطلاقها على الأصنام كاللات والعزى واسم الآلهة . .
ومنها : تنزيهها عن اللهو بها واللعب ، كالتلفظ بها في حالة تنافي الخشوع والإجلال كمن يعبث بها ويلهو ، ونظيره من يلهو ويسهو عن صلاته ، { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ } ، أو وضعها في غير مواضعها ، كنقش الثوب أو الفراش الممتهن . .
ومنها : تنزيهها عن المواطن غير الطاهرة ، وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء نزع خاتمه لما في من نقش محمد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم . .
ومنه : صيانة الأوراق المكتوبة من الابتذال صوناً لاسم اللَّه . .
وعلى هذا تكون هذه الآية موضحة لآية الواقعة ، وأن { اسْمَ رَبِّكَ } واقع موقع المفعول به ، وهو المراد بالتسبيح ، وعلى أن المراد تسبيح الله تعالى ، فقالوا : إن الاسم هو المسمى ، كما قال القرطبي وغيره ، وقالوا : الاسم صلة ، كما في بيت لبيد المتقدم . .
أما مسألة الاسم هل هو عين المسمى أم لا ، فقد أشار إليها الفخر الرازي ، وقال : إنه وصف ركيك . .
أما قول الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه ، ولا يلزم في نظري كون الاسم بمعنى المسمى هنا ، فإنه بلازم إلى بسط قليل ، ليظهر صحة ما قاله .