@ 492 @ الثالثة قد يكون أخبره لأنه قال { لَعَلَّهُ يَزَّكَّى } فهو وإن لم يصرَّح هل هو تزكى أم لا ، إلاَّ أن لعل من الله تعالى للتحقيق ، كما هو معلوم . .
تنبيه آخر .
قال كثير من المفسرين : أقسم الله بالسماء ، وبالنجم الطارق لعظم أمرهما ، وكبر خلقهما كما في قوله : { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } ، ولأنه أقسم بالنجم إذا هوى . .
وفيما تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه ترجيح كون مواقع النجوم ، { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى } : إنما هو نجوم القرآن وتنزيله منجماً وهو به نزول الملك به على النَّبي صلى الله عليه وسلم . { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } . قيل : حافظ لأعماله يحصيها عليه ، كما في قوله : { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } . .
وقيل : حافظ ، أي حارس ، كقوله تعالى : { لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ } ، والسياق يشهد للمعنيين معاً ، لأن قوله تعالى بعده { فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَآئِبِ } يدل على أنه في تلك المراحل في حفظ ، فهو أولاً في قرار مكين . .
وفي الحديث : ( أن الله وكل بالرحم ملكاً ) الحديث . .
وبعد بلوغه سن التكليف يجري عليه القلم فيحفظ عليه عمله ، فلا مانع من إرادة المعنيين معاً ، وليس هذا من حمل المشترك على معنييه ، لأن كلاً من المعنيين له متعلق ، يختص بزمن خلاف الآخر . { فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ } . الإنسان هنا خاص ببني آدم وذريته عامة ، ولم يدخل فيه آدم ولا حواء ولا عيسى عليه السلام لأنه بين ما خلق منه ، وهو في قوله تعالى : { خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَآئِبِ }