@ 491 @ .
وقيل : الثاقب المضيء ، يثقب الظلام بضوئه ، وعليه فهو للجنس عامة ، لأن النجوم كلها مضيئة . .
قال القرطبي ، وقال سفيان : كل ما في القرآن وما أدراك فقد أخبره به ، وكل شيء قال فيه : وما يدريك ، لم يخبره به . .
والواقع أنه الغالب ، فقد جاءت : ( وما أدراك ) ثلاث عشرة مرة ، كلها أخبره بها إلاَّ واحدة ، وهي في الحاقة { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ } وما عداها ، فقد أخبره بها ، وهي : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لاَ تُبْقِى وَلاَ تَذَرُ } . .
وفي المرسلات { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ } . .
وفي الانفطار : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ } إلى قوله { يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً } . .
وفي المطففين : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَّرْقُومٌ } . .
وفي البلد : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ } . .
وفي القدر : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } . .
وفي القارعة : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ } . .
وأيضاً : { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ } ، وفي هذه السورة { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ } ، فكلها أخبره عنها إلاَّ في الحاقة . .
تنبيه .
يلاحظ أنها كلها في قصار السور من الحاقة وما بعدها ، أما ما يدريك ، فقد جاءت ثلاث مرات فقط ، { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً } ، في الأحزاب ، { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ } ، في الشورى ، { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى } في عبس وتولى ، فلم يخبره فيها صراحة ، إلاَّ أنه في