@ 481 @ وحسن حذفها كما حسن في قوله : { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا } ، ثم قال : { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا } ، أي لقد أفلح ، ويكون الجواب دليلاً على لعنة الله على من فعل ذلك ، وتنبيهاً لكفار قريش الذين يؤذون المؤمنين ليفتنوهم عن دينهم . .
وإذا كان قتل هي الجواب فهي جملة خبرية ، وإذا كان الجواب غيرها فهي جملة إنشائية ، دعاء عليهم . .
وقرىء : قتّل بالتشديد ، قرأها الحسن وابن مقسم ، وقرأها الجمهور بالتخفيف ا ه . .
والأخدود : جمع خد ، وهو الشق في الأرض طويلاً . وقوله : { النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ } الوقود بالضم وبالفتح ، والقراءة بالفتح كالسحور ، والوضوء . فبالفتح ما توقد به كصبور والماء المتوضأ به والطعام المتسحر به ، وبالضم المصدر ، والفعل والوقود بالضم ما توقد به . .
ذكر صاحب القاموس ، والنار ذات الوقود : بدل من الأخدود . .
وقيل في معناها : عدة أقوال ، حتى قال أبو حيان : كسلت عن نقلها . .
ونقل الفخر الرازي ثلاثة منها . .
والمشهور عند ابن كثير ما رواه أحمد ومسلم : أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كان فيمن كان قبلكم ملك ، وكان له ساحر ، فلما كبر الساحر قال للملك : إني قد كبر سني وحضر أجلي ، فادفع إلي غلاماً لأعلِّمه السحر ، فدفع إليه غلاماً كان يعلمه السحر ، وكان بين الساحر والملك راهب ، فأتى الغلام الراهب فسمع من كلامه فأعجبه ، وكان إذا أتى الساحر ضربه ، وقال ما حبسك ؟ وإذا أتى أهله ضربوه وقالوا : ما حبسك ؟ فشكا ذلك إلى الراهب فقال : إذا أراد الساحر ضربك فقل : حبسني أهلي ، وإذا أراد أهلك أن يضربوك ، فقل : حبسني الساحر ، فبينما هو ذات يوم إذ أتى على دابة عظيمة فظيعة قد حبست الناس ، فلا يستطيعون أن يجوزوا ، فقال : اليوم أعلم أمر الراهب أحبّ إلى الله أم أمر الساحر ؟ قال : فأخذ حجراً فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحبُّ إليك وأرضى من أمر الساحر ، فاقتل هذه الدابة ، حتى يجوز الناس ورماها فقتلها ، ومضى الناس فأخبر الراهب بذلك ، فقال : أي بني أنت أفضل مني ، وإنك ستبتلى ، فإن ابتليت فلا