@ 471 @ فمن خافه في الدنيا أمنه في الآخرة { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } . .
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى } . .
ومن أمن مكر الله وقضى كل شهواته وكان لا يبالي فيؤتى كتابه بشماله ويصلى سعيراً ، كما في قوله تعالى : { وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَآ أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِى سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ * لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ * إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ * وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ * وَكَانُواْ يِقُولُونَ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } ، تكذيباً للبعث . .
وقوله هذا هو بعينه المذكور في هذه الآيات { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } . .
وقوله : { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } ، هذا الظن مثل ما تقدم في حق المطففين { أَلا يَظُنُّ أُوْلَائِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ } ، مما يشعر أن عدم الإيمان بالبعث أو الشك فيه ، هو الدافع لكل سوء والمضيع لكل خير ، وأن الإيمان باليوم الآخر هو المنطلق لكل خير والمانع لكل شر ، والإيمان بالبعث هو منطلق جميع الأعمال الصالحة كما في مستهل المصحف { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } . { فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَالَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ * لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ } . الشفق لغة : رقة الشيء . .
قال القرطبي : يقال شيء شفيق ، أي لا تماسك له لرقته ، وأشفق عليه أي رق قلبه عليه ، والشفقة الاسم من الإشفاق وهو رقة القلب ، وكذلك الشفق . .
قال الشاعر : قال الشاعر : % ( تهوى حَياتي وأهوى موتها شفقا % والموت أكرم نزال على الحرم ) % .
فالشفق بقية ضوء الشمس وحمرتها ، فكأن تلك الرقة من ضوء الشمس . .
ونقل عن الخليل : الشفق : الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة إذا ذهب ، قيل : غاب الشفق . ا ه .