@ 468 @ قيل : ألقت كنوزها وتخلت عنها ، ورد هذا بأن ذلك قد يكون قبل الساعة . .
وقيل : ألقت الموتى وتخلت عنهم بعد قيامهم وبعثهم من قبورهم فلم يبق في جوف الأرض أحد . .
وقوله تعالى : وتخلت : أي بعد أن كانت لهم كفاناً أحياءً وأمواتاً ، وبعد أن كانت لهم مهاداً ، لفظتهم وتخلت عنهم ، وهذا ما يزيد في رهبة الموقف وشدته والتضييق على العباد ، وألا ملجأ لهم ولا منجي إلا إلى الله ، كما قال تعالى : { كَلاَّ لاَ وَزَرَ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ } . { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } . أي كما أذنت السماء ، فالكون كله إذن مطيع منقاد لأوامر الله ، طوعاً أو كرهاً . { ياأَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ } . قيل : الإنسان للجنس وقيل لفرد ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكن السياق يدل للأول للتقسيم الآتي ، فأما من أوتي كتابه بيمينه ، وأما من أوتي كتابه بشماله ، لأنه لا يكون لفرد ، وإنما للجنس وعلى أنه للجنس فالكدح العمل جهد النفس . .
وقال ابن مقبل : وقال ابن مقبل : % ( وما الدَّهر إلا تارتان فمنهما % أموت وأخرى أبتغي العَيش أكدح ) % .
وقال غيره مشيرًا إلى أن الكدح فيه معنى النصب : وقال غيره مشيرًا إلى أن الكدح فيه معنى النصب : % ( ومضت بشاشة كُل عيش صالح % وبقيت أكدح للحياة وأَنْصب ) % .
ويشهد لهذا قوله تعالى : { لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِى كَبَدٍ } ، كما قدمنا في محله . .
تنبيه .
من هذا العرض القرآني الكريم من مقدمة تغيير أوضاع الكون سماء وأرضاً ، ووضع الإنسان فيه يكدح إلى ربه كدحاً فملاقيه ، أي بعلمه الذي يحصل عليه من