@ 456 @ .
وبين أن في عدم الإيفاء المطلوب بخس الناس أشياءهم ، وفساد في الأرض بعد إصلاحها . .
الموضع الثالث في سورة هود ، ومع شعيب أيضاً : { وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ ياقَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَاهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّى أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ * وَياقَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى الاٌّ رْضِ مُفْسِدِينَ * بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } . .
وبنفس الأسلوب أيضاً كما تقدم ، ربطه بعبادة الله تعالى وحده ، وتكرار الأمر بعد النهي ، ولا تنقصوا المكيال والميزان ، ثم أوفوا الكيل والميزان بالقسط نهي عن نقصه ، وأمر بإِيفائه نص على المفهوم بالتأكيد . ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ، مع التوجيه بأن ما عند الله خير لهم . .
الموضع الرابع في سورة بني إسرائيل { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ } ، أي اعتدال في الإنفاق مع نفسه ، فضلاً عن غيره ، ثم إن الله يبسط الرزق لمن يشاء ، ثم { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ } ، وكلها في مجال الافتصاد وبعدها { وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ } . .
وقد يكون الباعث عليهما أيضًا غرض مالي { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ } ، وهو من أخص أبواب المال . .
ثم الوفاء بالعهد ثم { وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذالِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } ، فمع ضروريات الحياة حفظ النفس والعرض والمال يأتي الحفاظ على الكيل والوزن . .
الموضع الخامس في سورة الشورى وهو أعم مما تقدم ، وجعله مقرونا بإنزال الكتاب في قوله تعالى : { اللَّهُ الَّذِى أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ } .