@ 410 @ أحاديث الكشاف : أخرجه الثعلبي وابن مردويه من رواية محمد بن زهير ، عن محمد بن الهندي عن حنظلة السدوسي عن أبيه عن البراء بن عازب عنه بطوله وهي : بعضهم على صورة القردة ، وبعضهم على صورة الخنازير ، وبعضهم منكسون أرجلهم فوق وجوههم يسحبون عليها ، وبعضهم عمياً ، وبعضهم صماً ، بكماً ، وبعضهم يمضغون ألسنتهم ، فهي مدلاَّت على صدورهم يسيل القيح من أفواههم يتقذرهم أهل الجمع ، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم ، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار ، وبعضهم أشد نتناً من الجيف ، وبعضهم ملبسون جلباباً سابغة من قطران لازقة بجلودهم . .
أما الذين على صورة الخنازير : فأهل السحت ، والمنكسون : أكلة الربا ، والعمى : الجائرون في الحكم ، والصم : المعجبون بأعمالهم ، والذين يمضغون ألسنتهم : العلماء والقصّاص الذين خالف قولهم أعمالهم ، ومقطوع الأيدي : مؤذوا الجيران ، والمصلّبون : السعاة بالناس إلى السلطان ، والذين أشد نتناً : متبعوا الشهوات ، ومانعوا حق الله في أموالهم ، ولابسُوا الجلباب : أهل الكبر والفخر . انتهى بإيجاز بالعبارة ، والله تعالى أعلم . قوله تعالى : { وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً } . تقدم بيان أحوالها يوم القيامة ، وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان ذلك مفصلاً . عند قوله تعالى من سورة طاه : { وَيَسْألُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّى نَسْفاً } وعند قوله تعالى في سورة النمل : { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ } . { لَّابِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً * لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلاَ شَرَاباً * إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً } . لم يبين الأحقاب هنا كم عددها ، وهذه مسألة فناء النار ، وعدم فنائها . .
وقيل : المراد بالأحقاب هنا جزء من الزمن لا كله ، وهي الأحقاب الموصوف حالهم فيها لما بعدهم من كونهم لا يذوقون فيها ، أي في النار أحقاباً من الزمن ، لا يذوقون برداً ولا شراباً إلا حميماً وغساقاً . .
أما بقية الأحقاب فيقال لهم : فلن نزيد إلا عذاباً ، وهذه المسألة قد بحثها الشيخ رحمه الله تعالى علينا وعليه في كتاب دفع إيهام الاضطراب ، عند الكلام