@ 383 @ .
ومنها يوم الاثنين كما أسلفنا ، فقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن صيامه يوم الاثنين فقال : ( هذا يوم ولدت فيه وعلي فيه أنزل ) ، وكان يوم وصوله المدينة في الهجرة وكان يوم وفاته صلى الله عليه وسلم ، فقد احتفى به صلى الله عليه وسلم للمسببات المذكورة ، وكلها أحداث عظام ومناسبات جليلة . .
فيوم مولده صلى الله عليه وسلم وقعت مظاهر كونية ابتداء من واقعة أبرهة ، وإهلاك جيشه إرهاصاً بولده صلى الله عليه وسلم ، ثم ظهور نجم بني الختان ، وحدثت أمه وهي حامل به فيما قيل : إنها أتيت حين حملت به صلى الله عليه وسلم فقيل لها : ( إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ، فإذا وقع إلى الأرض فقولي : فقيل لها : ( إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ، فإذا وقع إلى الأرض فقولي : % ( أعيذه بالواحد % من شر كل حاسد ) % .
ثم سميه محمداً ) ، وذكر ابن هشام أنها رأت حين حملت به أنه خرج منها نور رأت به قصور بصرى من أرض الشام . .
وذكر ابن هشام . أن حسان بن ثابت وهو غلام سمع يهودياً يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب : يا معشر يهود : حتى إذا اجتمعوا إليه ، قالوا : ويلك مالك ، قال : طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به . .
وساق ابن كثير في تاريخه ، والبيهقي في خصائصه وابن هشام في سيرته أخباراً عديدة مما شهده العالم ليلة مولده صلى الله عليه وسلم ، نوجز منها الآتي : عن عثمان بن أبي العاص أن أمه حضرت مولده صلى الله عليه وسلم قالت : .
فما شيء أنظر إليه في البيت إلا نور ، وإني أنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول : ليقعن علي . .
وعن أبي الحكم التنوخي : قال : كان المولود إذا ولد في قريش دفعوه إلى نسوة إلى الصبح يكفأن عليه برمة ، فأكفأن عليه صلى الله عليه وسلم برمة ، فانفلقت عنه ، ووجد مفتوح العينين شاخصاً ببصره إلى السماء . .
وقد كان لمولده من الأحداث الكونية ما لفت أنظار العالم كله . .
ذكر ابن كثير منها انكفاء الأصنام على وجوهها ، وارتجاس إيوان كسرى ، وسقوط بعض شرفه ، وخمود نار فارس ، ولم تخمد قبلها ، وغاضت بحيرة ساوة ، فكان في ذلك إرهاص بتكسير الأصنام وانتشار الإسلام ، ودخول الفرس في الإسلام ، ثم كان بدء الوحي