@ 192 @ .
وقال الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه ، عن بعض العلماء : ذلك بأنهم آمنوا ، أي بألسنتهم نفاقاً ثم كفروا بقلوبهم في الحقيقة ا ه . .
وتقدم في أول سورة البقرة ختم الله على قلوبهم فهم لا يعقلون بعد هذا الطبع ، ومع هذا الختم كقوله تعالى : { إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ } . قوله تعالى : { هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ } . فيه ما يشعر بحصر العداوة في المنافقين مع وجودها في المشركين واليهود ، ولكن إظهار المشركين شركهم ، وإعلان اليهود كفرهم مدعاة للحذر طبعاً . .
أما هؤلاء فادعاؤهم الإيمان وحلفهم عليه ، قد يوحي بالركون إليهم ولو رغبة في تأليفهم . فكانوا أولى بالتحذير منهم لشدة عداوتهم ولقوة مداخلتهم مع المسلمين ، مما يمكنهم من الاطلاع على جميع شؤونهم . .
وقد جاء في آخر السورة كله كاشفاً لحقيقتهم ومبيناً شدة عداوتهم سواء في قولهم { لاَ تُنفِقُواْ عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّواْ } أو في تآمرهم على المسلمين في قولهم : { لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الاٌّ عَزُّ مِنْهَا الاٌّ ذَلَّ } . .
وقوله : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } . .
هم هنا المنافقون ، كقوله تعالى : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } . قوله تعالى : { وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ } . تقدم بيانه للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه عند قوله تعالى : { لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ } . قوله تعالى : { يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الاٌّ عَزُّ مِنْهَا الاٌّ ذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ } . تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه ، بيان ما فيها من القول بالموجب ؟ قوله تعالى : { ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ } .