@ 157 @ وذلك أنه ثبت عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أن خير العمل أمر نسبي ، وأن خير جميع الأعمال كلها هو أولاً وقبل كل شيء الإيمان بالله ، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم سئل ( أي الأعمال أفضل يا رسول الله ، قال : إيمان الله ، قيل : ثم ماذا ؟ فقال : مرة الجهاد في سبيل الله ، وقال مرة : الصلاة على أول وقتها ، وقال مرة : بر الوالدين ) وفي كل مرة يقدم إيماناً بالله . .
فعليه ، الإيمان بالله هو خير العمل ، وليست الصلاة ، ثم بعد الإيمان بالله فهو بحسب حال السائل وحالة كل شخص ، فمن كان قوياً وليس عليه حق لوالديه ، فالجهاد أفضل الأعمال في حقه مع من الحفاظ على الصلاة ، فإن كان ذا والدين ، فبرّهما مقدم على كل عمل . ولم لا ، فإن الصلاة على أول وقتها لغير هؤلاء ، فإطلاق القول بالصلاة خير العمل في حق جميع الناس لا يصح مع هذه الأحاديث . ولهذا منع رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً أن يقولها ، وجعلها : خيراً من النوم . وهذا لا نزاع فيه ولا بالنسبة لأي أحد من الناس . والله تعالى أعلم . الصلاة بين أذان عثمان رضي الله عنهوالأذان الذي بين يدي الإمام .
تعوَّد الناس في جميع الأمصار صلاة ركعتين عند الأذان الأول ، والذي يقع الآن قبل الوقت وقبل جلوس الإمام على المنبر ، وهو المسمى عند الفقهاء بأذان عثمان ، وقد تساءل الناس عن هذه الصلاة ، أهي سنة أم لا ؟ ويتجدد هذا السؤال من حين إلى آخر ، وأجمع ما رأيت فيه هو كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة خاصة ، جواباً على سؤال وجه إليه هذا نصه : .
هل الصلاة بعد الأذان الأول يوم الجمعة فعلها النَّبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من أصحابه أو التابعين أو الأئمة أم لا ؟ وهل هو منصوص في مذهب من مذاهب الأئمة المتفق عليهم ، وقوله صلى الله عليه وسلم ( بين كل أذانين صلاة ) ، هل هو مخصوص بيوم الجمعة ، أم هو عام في جميع الأوقات ؟ فأجاب رحمه الله بقوله : .
أما النَّبي صلى الله عليه وسلم فإنه لم يكن يصلي قبل الجمعة بعد الأذان شيئاً ، ولا نقل هذا عن أحد ، فإن النَّبي صلى الله عليه وسلم لا يؤذن على عهده إلا إذا قعد على المنبر ، ويؤذن بلال ثم يخطب النَّبي صلى الله عليه وسلم الخطبتين ، ثم يقيم بلال فيصلي بالناس ، فما كان يمكن أن يصلي بعد الأذان لا هو ولا أحد من المسلمين الذين يصلون معه صلى الله عليه وسلم ، ولا نقل عن أحد أنه صلَّى صلى الله عليه وسلم في بيته قبل الخروج يوم الجمعة ، ولا وقت بقوله صلاة مقدرة قبل الجمعة ، بل ألفاظه فيها الترغيب