@ 65 @ .
والمثل : عبارة عن قول في شيء يشبه قولاً في شيء آخر بينهما مشابهة ليبين أحدهما الآخر ويصوره ، نحو قولهم : الصيف ضيعت اللبن ، فإن هذا القول يشبه قولك : أهملت وقت الإمكان أمرك ، وعلى هذا الوجه ما ضرب الله تعالى من الأمثال فقال : { وَتِلْكَ الاٌّ مْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } . .
وفي آية أخرى : { وَتِلْكَ الاٌّ مْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ الْعَالِمُونَ } . .
والمثال يقال على وجهين : .
أحدهما : بمعنى المثل نحو مشبه ومشبه به ، قال بعضهم : وقد يعبر بهما عن وصف الشيء ، نحو قوله تعالى : { مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ } . .
والثاني : عبارة عن المشابهة لغيره في معنى من المعاني أي معنى كان ، وهو أعم الألفاظ الموضوعة للمشابهة . .
وذلك أن الند يقال فيما يشارك في الجوهر فقط . .
والشبه يقال فيما يشارك في الكيفية فقط . .
والمساوي يقال فيما يشارك في الكمية فقط . .
والشكل يقال فيما يشارك في القدر والمساحة فقط ، والمثل عام في جميع ذلك . .
ولهذا لما أراد الله تعالى نفي التشبيه من كل وجه خصه بالذكر فقال : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ } إلخ ا ه . .
فقوله في تعريف المثل . إنه عبارة عن قول في شيء يشبه قولاً في شيء آخر ، بينهما مشابهة ليبين أحدهما الآخر ويصوره . .
فإنهم اتفقوا على أن القول لا يتغير بل يحكي على ما قيل أولاً كقولهم : الصيف ضيعت اللبن بكسر التاء خطاباً للمؤنثة . .
فلو قيل لرجل أهمل وقت الإمكان ثم راح يطلبه بعد فواته ، لقلت له : الصيف ضيعت اللبن بكسر التاء على الحكاية .