@ 519 @ فقد دلت عليه آيات كثيرة من كتاب الله كقوله تعالى { فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ } وقوله { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } وقوله { وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَآءِ } . إلى غير ذلك من الآيات . .
والمسكوب اسم مفعول سكب الماء ونحوه إذا صبه بكثرة ، والمفسرون يقولون : إن أنهار الجنة تجري في غير أخدود ، وأن الماء يصل إليهم أينما كانوا كيف شاءوا ، كما قال تعالى { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً } وأما قوله { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ } : فقد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الطور في الكلام على قوله تعالى { وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } . قوله تعالى : { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً لاًّصْحَابِ الْيَمِينِ } . الضمير في أنشأناهن : قال بعض أهل العلم : هو راجع إلى مذكور ، وقال بعض العلماء . هو راجع إلى غير مذكور ، إلا أنه دل عليه المقام . .
فمن قال إنه راجع إلى مذكور ، قال هو راجع إلى قوله { وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ } قال : لأن المراد بالفرش النساء ، والعرب تسمي المرأة لباساً وإزاراً وفراشاً ونعلاً ، وعلى هذا فالمراد بالرفع في قوله { مَّرْفُوعَةٍ } رفع المنزلة والمكانة . .
ومن قال : إنه راجع إلى غير مذكور ، قال : إنه راجع إلى نساء لم يذكرن ، ولكن ذكر الفرش دل عليهن . لأنهن يتكئن عليها مع أزواجهن . .
وقال بعض العلماء : المراد بهن الحور العين ، واستدل من قال ذلك بقوله { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً } لأن الإنشاء هو الاختراع والابتداع . .
وقالت جماعة من أهل العلم : أن المراد بهن بنات آدم التي كن في الدنيا عجائز شمطاً رمصاً ، وجاءت في ذلك آثار مرفوعة عنه صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا القول : فمعنى أنشأناهن إنشاء أي خلقناهن خلقاً جديداً . .
وقوله تعالى { فَجَعَلْنَاهُنَّ } أي فصيرناهن أبكاراً ، وهو جمع بكر ، وهو ضد الثيب . .
وقوله { عُرُباً } قرأه عامة القراء السبعة غير حمزة وشعبة عن عاصم { عُرُباً }