@ 515 @ وأصلها القطعة من الشيء وهي الثل ، وهو الكسر . .
وقال الزمخشري : والثلة من الثل ، وهو الكسر ، كما أن الأمة من الأم وهو الشبح ، كأنها جماعة كسرت من الناس ، وقطعت منهم . ا ه . منه . .
واعلم أن الثلة تشمل الجماعة الكثيرة ، ومنه قول الشاعر : واعلم أن الثلة تشمل الجماعة الكثيرة ، ومنه قول الشاعر : % ( فجاءت إليهم ثلة خندفية % بجيش كتيار من السيل مزيد ) % .
لأن قوله : تيار من السيل : يدل على كثرة هذا الجيش المعبر عنه بالثلة . .
وقد اختلف أهل العلم في المراد بهذه الثلة من الأولين ، وهذا القليل من الآخرين المذكورين هنا ، كما اختلفوا في الثلتين المذكورتين في قوله : { ثُلَّةٌ مِّنَ الاٌّ وَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الاٌّ خِرِينَ } . فقال بعض أهل العلم : كل هؤلاء المذكورين من هذه الأمة ، وأن المراد بالأولين منهم الصحابة . .
وبعض العلماء يذكر معهم القرون المشهود لهم بالخير في قوله صلى الله عليه وسلم ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ) الحديث . والذين قالوا : هم كلهم من هذه الأمة ، قالوا : إنما المراد بالقليل ، وثلة من الآخرين ، وهم من بعد ذلك إلى قيام الساعة . .
وقال بعض العلماء : المراد بالأولين في الموضعين الأمم الماضية قبل هذه الأمة ، فالمراد بالآخرين فيهما هو هذه الأمة . .
قال مقيده عفا الله عنه ، وغفر له : ظاهر القرآن في هذا المقام : أن الأولين في الموضعين من الأمم الماضية ، والآخرين فيهما من هذه الأمة ، وأن قوله تعالى : { ثُلَّةٌ مِّنَ الاٌّ وَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الاٌّ خِرِينَ } في السابقين خاصة ، وأن قوله : { ثُلَّةٌ مِّنَ الاٌّ وَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الاٌّ خِرِينَ } في أصحاب اليمين خاصة . .
وإنما قلنا : إن هذا هو ظاهر القرآن في الأمور الثلاثة ، التي هي شمول الآيات لجميع الأمم ، وكون قليل من الآخرين في خصوص السابقين ، وكون ثلة من الآخرين في خصوص أصحاب اليمين لأنه واضح من سياق الآيات . .
أما شمول الآيات لجميع الأمم فقد دل عليه أول السورة ، لأن قوله : { إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ } إلى قوله { فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً } لا شك أنه لا يخص أمة دون أمة ، وأن