@ 513 @ أي صرتم أزواجاً ثلاثة ، والعرب تطلق كان بمعنى صار ، ومنه { وَلاَ تَقْرَبَا هَاذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ } أي فتصيرا من الظالمين . .
ومنه قول الشاعر : ومنه قول الشاعر : % ( بتيهاء قفر والمطي كأنها % قطا الحزن قد كانت فراخاً بيوضها ) % .
وقوله : { أَزْوَاجاً } : أي أصنافاً ثلاثة ، ثم بين هذه الأزواج الثلاثة بقوله : { فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأمَةِ مَآ أَصْحَابُ الْمَشْأمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَائِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِى جَنَّاتِ النَّعِيمِ } أما أصحاب الميمنة فهم أصحاب اليمين ، كما أوضحه تعالى بقوله : { وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِى سِدْرٍ مَّخْضُودٍ } ، وأصحاب المشأمة هم أصحاب الشمال كما أوضحه تعالى : بقوله { وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَآ أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِى سَمُومٍ وَحَمِيمٍ } . .
قال بعض العلماء : قيل لهم أصحاب اليمين لأنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم . .
وقيل : لأنهم يذهب بهم ذات اليمين إلى الجنة . .
وقيل : لأنهم عن يمين أبيهم آدم ، كما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم كذلك ليلة الإسراء . .
وقيل سموا أصحاب اليمين ، وأصحاب الميمنة لأنهم ميامين ، أي مباركون على أنفسهم ، لأنهم أطاعوا ربهم فدخلوا الجنة ، واليمن البركة . .
وسمي الآخرون أصحاب الشمال ، وقيل : لأنهم يؤتون كتبهم بشمائلهم . .
وقيل : لأنهم يذهب بهم ذات الشمال إلى النار ، والعرب تسمي الشمال شؤماً ، كما تسمي اليمين يميناً ، ومن هنا قيل لهم أصحاب المشأمة أو لأنهم مشائيم على أنفسهم : فعصوا الله فأدخلهم النار ، والمشائيم ضد الميامين ، ومنه قول الشاعر : والعرب تسمي الشمال شؤماً ، كما تسمي اليمين يميناً ، ومن هنا قيل لهم أصحاب المشأمة أو لأنهم مشائيم على أنفسهم : فعصوا الله فأدخلهم النار ، والمشائيم ضد الميامين ، ومنه قول الشاعر : % ( مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة % ولا ناعب إلا بين غرابها ) % .
وبين جل وعلا أن السابقين هم المقربون ، وذلك في قوله : { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَائِكَ الْمُقَرَّبُونَ } ، وهذه الأزواج الثلاثة المذكورة هي