@ 472 @ .
وقوله تعالى : { وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُوراً اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة . .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة { فَهُوَ يَرَى } أي يعلم ذلك الغيب ، والآية تدل على أن سبب النزول لا يخلو من إعطاء شيء في مقابلة تحمل الذنوب عمن أعطى لأن فاعل ذلك ليس عنده علم الغيب ، فيعلم به أن الذي ضمن له تحمل ذنوبه بفعل ذلك ، ولم ينبأ بما في الصحف الأولى ، من أنه لا تزر وازرة وزر أخرى أي لا تتحمل نفس ذنب نفس أخرى . .
وقد قدمنا تفسيره موضحاً في سورة بني إسرائيل ، وأنه لا يملك الإنسان ولا يستحق إلا سعي نفسه ، وقد اتضح بذلك أنه لا يمكن أن يتحمل إنسان ذنوب غيره ، وقد دلت على ذلك آيات كثيرة معلومة . .
وقال أبو حيان في البحر : أفرأيت بمعنى أخبرني ، والمفعول الأول هو الموصول وصلته . والمفعول الثاني هو جملة { أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى } . قوله تعالى : { وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالاٍّ نثَى مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه خلق الزوجين أي النوعين الذكر والأنثى من نطفة ، وهي نطفة المني إذا تمنى أي تصب وتراق في الرحم ، على أصح القولين . .
ويدل قوله تعالى : { أَفَرَءَيْتُمْ مَّا تُمْنُونَ أَءَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَم نَحْنُ الْخَالِقُونَ } وقوله تعالى : { أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِىٍّ يُمْنَى } . .
والعرب تقول : أمنى الرجل ومني إذا أراق المني وصبه . .
وقال بعض العلماء : { مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى } أي تقدر بأن يكون الله قدر أن ينشأ منها حمل ، من قول العرب : منى الماني إذا قدر . ومن هذا المعنى قول أبي قلابة الهذلي ، وقيل سويد بن عامر المصطلقي : مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى } أي تقدر بأن يكون الله قدر أن ينشأ منها حمل ، من قول العرب : منى الماني إذا قدر . ومن هذا المعنى قول أبي قلابة الهذلي ، وقيل سويد بن عامر المصطلقي : % ( لا تأمن الموت في حل وفي حرم % إن المنايا توافي كل إنسان ) % % ( واسلك سبيلك فيها غير محتشم % حتى تلاقي ما يمني لك الماني ) %