@ 429 @ اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ } . .
والذين قالوا : لا يكتب ما لا جزاء فيه . قالوا : إن في الآية نعتاً محذوفاً سوَّغ حذفه العلم به ، لأن كل الناس يعلمون أن الجائز لا ثواب فيه ولا عقاب ، وتقدير النعت المحذوف ، ما يلفظ من قول مستوجب للجزاء ، وقد قدمنا أن حذف النعت إذا دل عليه أسلوب عربي معروف ، وقدمنا أن منه قوله تعالى : { وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً } أي كل سفينة صحيحة لا عيب فيها بدليل قوله { فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا } وقوله تعالى : { نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ } : أي قرية ظالمة بدليل قوله تعالى : { وَمَا كُنَّا مُهْلِكِى الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } ، وأن من شواهده قول المرقش الأكبر : وَمَا كُنَّا مُهْلِكِى الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } ، وأن من شواهده قول المرقش الأكبر : % ( ورب أسيلة الخدين بكر % مهفهفة لها فرع وجيد ) % .
أي لها فرع فاحم وجيد طويل . وقول عبيد بن الأبرص : أي لها فرع فاحم وجيد طويل . وقول عبيد بن الأبرص : % ( من قوله قول ومن فعله % فعل ومن نائله نائل ) % .
أي قول فصل ، وفعل جميل ، ونائل جزل . قوله تعالى : { لَّقَدْ كُنتَ فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هَاذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } . قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة النمل في الكلام على قوله تعالى : { بَلِ ادَارَكَ عِلْمُهُمْ فِى الاٌّ خِرَةِ بَلْ هُمْ فِى شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ } . قوله تعالى : { يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلاّتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ } . قرأ هذا الحرف عامة السبعة غير نافع وشعبة عن عاصم { يَوْمَ نَقُولُ } بالنون الدالة على العظمة . وقرأه نافع وشعبة { يَوْمَ يَقُولُ } بالياء ، وعلى قراءتهما فالفاعل ضمير يعود إلى الله ، واعلم أن الاستفهام في قوله { هَلْ مِن مَّزِيدٍ } فيه للعلماء قولان معروفان . الأول : أن الاستفهام إنكاري كقوله تعالى : { هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ } أي ما يهلك إلا القوم الظالمون ، وعلى هذا ، فمعنى { هَلْ مِن مَّزِيدٍ } لا محل للزيادة لشدة امتلاء النار ، واستدل بعضهم لهذا الوجه بآيات من كتاب الله كقوله تعالى : { وَلَاكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنْى } وقوله تعالى :