@ 420 @ % ( وأسلمت وجهي لمن أسلمت % له الريح تصرف حالاً فحالا ) % .
فالمراد بالإسلام في هذه الأبيات : الاستسلام والانقياد ، وإذا حمل الإسلام في قوله : { وَلَاكِن قُولُواْ أَسْلَمْنَا } أنقذنا واستسلمنا بالألسنة والجوارح . فلا إشكال في الآية . .
وعلى هذا القول فالأعراب المذكورون منافقون ، لأنهم مسلمون في الظاهر ، وهم كفار في الباطن . .
الوجه الثاني : أن المراد بنفي الإيمان في قوله : { لَّمْ تُؤْمِنُواْ } نفي كمال الإيمان ، لا نفيه من أصله . .
وعليه فلا إشكال أيضاً ، لأنهم مسلمون مع أن إيمانهم غير تام ، وهذا لا إشكال فيه عند أهل السنة والجماعة القائلين بأن الإيمان يزيد وينقص . .
وإنما استظهرنا الوجه الأول ، وهو أن المراد الإسلام معناه اللغوي دون الشرعي ، وأن الأعراب المذكورين كفار في الباطن وإن أسلموا في الظاهر ، لأن قوله جل وعلا : { وَلَمَّا يَدْخُلِ الايمَانُ فِى قُلُوبِكُمْ } يدل على ذلك دلالة كما ترى ، لأن قوله : { يَدْخُلِ } فعل في سياق النفي وهو من صيغ العموم كما أوضحناه مراراً ، وإليه الإشارة بقول صاحب مراقي السعود : يَدْخُلِ } فعل في سياق النفي وهو من صيغ العموم كما أوضحناه مراراً ، وإليه الإشارة بقول صاحب مراقي السعود : % ( ونحو لا شربت أو إن شربا % واتفقوا إن مصدر قد جلبا ) % .
فقوله : { وَلَمَّا يَدْخُلِ الايمَانُ فِى قُلُوبِكُمْ } : في معنى لا دخول للإيمان في قلوبكم . .
والذين قالوا بالثاني . قالوا : إن المراد بنفي دخوله نفي كماله ، والأول أظهر كما ترى . .
وقوله تعالى : في هذه الآية الكريمة : { قَالَتِ الاٌّ عْرَابُ } : المراد به بعض الأعراب ، وقد استظهرنا أنهم منافقون لدلالة القرآن على ذلك ، وهم من جنس الأعراب الذين قال الله فيهم : { وَمِنَ الاٌّ عْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ } ، وإنما قلنا إن المراد بعض الأعراب في هذه الآية ، لأن الله بين في موضع آخر أن منهم من ليس كذلك ، وذلك في قوله تعالى { وَمِنَ الاٌّ عْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الاٌّ خِرِ