@ 418 @ وقد ذكروا أن سلمان رضي الله عنه كان يقول : % ( أبي الإسلام لا أب لي سواه % إذا افتخروا بقيس أو تميم ) % .
وهذه الآيات القرآنية ، تدل على أن دين الإسلام سماوي صحيح ، لا نظر فيه إلى الألوان ولا إلى العناصر ، ولا إلى الجهات ، وإنما المعتبر فيه تقوى الله جل وعلا وطاعته ، فأكرم الناس وأفضلهم أتقاهم لله ، ولا كرم ولا فضل لغير المتقي ، ولو كان رفيع النسب . .
والشعوب جمع شعب ، وهو الطبقة الأولى من الطبقات الست التي عليها العرب وهي : الشعب ، والقبيلة ، والعمارة ، والبطن ، والفخذ ، والفصيلة . .
فالشعب يجمع القبائل ، والقبيلة تجمع العمائر ، والعمارة تجمع البطون ، والبطن يجمع الأفخاذ والفخذ يجمع الفصائل . .
خزيمة شعب ، وكنانة قبيلة ، وقريش عمارة ، وقصي بطن ، وهاشم فخذ ، والعباس فصيلة . .
وسميت الشعوب ، لأن القبائل تتشعب منها . ا ه . .
ولم يذكر من هذه الست في القرآن إلا ثلاث الشعوب ، والقبائل كما في هذه الآية ، والفصيلة في المعارج في قوله : { وَفَصِيلَتِهِ الَّتِى تُأوِيهِ } وقد قدمنا ما دلت عليه هذه الآيات موضحاً في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى : { إِنَّ هَاذَا الْقُرْءَانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ } . .
واعلم أن العرب قد تطلق بعض هذه الست على بعض كإطلاق البطن على القبيلة في قول الشاعر : واعلم أن العرب قد تطلق بعض هذه الست على بعض كإطلاق البطن على القبيلة في قول الشاعر : % ( وإن كلابا هذه عشر أبطن % وأنت بريء من قبائلها العشر ) % .
كما قدمناه في سورة البقرة في الكلام على قوله تعالى : { ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ } . قوله تعالى : { قَالَتِ الاٌّ عْرَابُ ءَامَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَاكِن قُولُواْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الايمَانُ فِى قُلُوبِكُمْ } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن هؤلاء الأعراب وهم أهل البادية من العرب