@ 394 @ { لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ } . قوله تعالى : { لِيَزْدَادُواْ إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ } . ما دلت عليه هذه الآية الكريمة من أن الإيمان يزيد دلت عليه آيات أخر من كتاب الله كقوله تعالى : { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً } . وقوله تعالى : { فَأَمَّا الَّذِينَ ءامَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } ، وقوله تعالى : { لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِيمَاناً } إلى غير ذلك من الآيات . وقد أوضحناه مراراً . .
والحق الذي لا شك فيه . أن الإيمان يزيد وينقص ، كما عليه أهل السنة والجماعة ، وقد دل عليه الوحي من الكتاب والسنة كما تقدم . قوله تعالى : { وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة ، أن له جنود السماوات والأرض وبين في المدثر أن جنوده هذه لا يعلمها إلا هو ، وذلك في قوله : { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ } . قوله تعالى : { لِّيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاٌّ نْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّآنِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ } . أظهر الأقوال وأصحها في الآية أن اللام في قوله : { لِّيُدْخِلَ } متعلقة بقوله { هُوَ الَّذِى أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِى قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُواْ إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ } . .
وإيضاح المعنى { هُوَ الَّذِى أَنزَلَ السَّكِينَةَ } أي السكون والطمأنينة إلى الحق ، في قلوب المؤمنين ، ليزدادوا بذلك إيماناً لأجل أن يدخلهم بالطمأنينة إلى الحق ، وازدياد الإيمان جنات تجري من تحتها الأنهار . .
ومفهوم المخالفة في قوله : { فِى قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ } أن قلوب غير المؤمنين ليست كذلك وهو كذلك ولذا كان جزاؤهم مخالفاً لجزاء المؤمنين كما صرح تعالى بذلك في قوله : { وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّآنِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ } .