@ 389 @ قرأ هذا الحرف عامة السبعة غير حمزة وشعبة عن عاصم إلى السلم بفتح السين . .
وقرأ حمزة وشعبة إلى السلم بكسر السين . .
وقوله تعالى : { فَلاَ تَهِنُواْ } أي لا تضعفوا وتذلوا ، ومنه قوله تعالى : { فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ } . .
وقوله تعالى : { ذالِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ } أي مضعف كيدهم ، وقول زهير بن أبي سلمى : ذالِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ } أي مضعف كيدهم ، وقول زهير بن أبي سلمى : % ( وأخلفتك ابنة البكري ما وعدت % فأصبح الحبل منها واهناً خلقا ) % .
وقوله تعالى : { وَأَنتُمُ الاٌّ عْلَوْنَ } جملة حالية فلا تضعفوا عن قتال الكفار وتدعوا إلى السلم ، أي تبدؤوا بطلب السلم أي الصلح والمهادنة وأنتم الأعلون . أي والحال أنكم أنتم الأعلون أي الأقهرون والأغلبون لأعدائكم ، ولأنكم ترجون من الله من النصر والثواب ما لا يرجون . .
وهذا التفسير في قوله { وَأَنتُمُ الاٌّ عْلَوْنَ } هو الصواب . .
وتدل عليه آيات من كتاب الله كقوله تعالى بعده { وَاللَّهُ مَعَكُمْ } لأن من كان الله معه هو الأعلى وهو الغالب وهو القاهر المنصور الموعود بالثواب . .
فهو جدير بأن لا يضعف عن مقاومة الكفار ولا يبدأهم بطلب الصلح والمهادنة . .
وكقوله تعالى : { وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ } ، وقوله تعالى : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ فِى الْحَيَواةِ الدُّنْيَا } ، وقوله { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنينَ } وقوله تعالى { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ } . ومما يوضح معنى آية القتال هذه قوله تعالى : { وَلاَ تَهِنُواْ فِى ابْتِغَآءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ } ، لأن قوله تعالى { وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ } من النصر الذي وعدكم الله به والغلبة وجزيل الثواب .