@ 248 @ .
فالإثخان هو الإكثار من قتل العدو حتى يضعف ويثقل عن النهوض . .
وقوله : فشدوا الوثاق ، أي فأسروهم ، والوثاق بالفتح والكسر اسم لما يؤسر به الأسير من قد ونحوه . .
وما تضمنته هذه الآية الكريمة ، من الأمر بقتل الكفار حتى يثخنهم المسلمون ، ثم بعد ذلك يأسرونهم جاء موضحاً في غير هذا الموضع ، كقوله تعالى : { مَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الاٌّ رْضِ } ، وقد أمر تعالى بقتلهم في آيات أخر كقوله تعالى : { فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } . وقوله : { فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } ، وقوله تعالى : { وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً } . وقوله : { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِى الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ } ، وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً } أي فإما تمنون عليهم منا ، أو تفادونهم فداء . .
ومعلوم أن المصدر إذا سيق لتفصيل وجب حذف عامله ، كما قال في الخلاصة : ومعلوم أن المصدر إذا سيق لتفصيل وجب حذف عامله ، كما قال في الخلاصة : % ( وما لتفصيل كإما منا % عامله يحذف حيث عنا ) % .
ومنه قول الشاعر : ومنه قول الشاعر : % ( لأجهدن فإما درء واقعة % تخشى وإما بلوغ السؤل والأمل ) % .
وقال بعض العلماء : هذه الآية منسوخة بالآيات التي ذكرنا قبلها وممن يروى عنه هذا القول ، ابن عباس والسدي وقتادة والضحاك وابن جريج . .
وذكر ابن جرير عن أبي بكر رضي الله عنه ما يؤيده . .
ونسخ هذه الآية هو مذهب أبي حنيفة رحمه الله فإنه لا يجوز عنده المن ولا الفداء ، لأن الآية المنسوخة عنده بل يخير عنده الإمام بين القتل والاسترقاق . .
ومعلوم أن آيات السيف النازلة في براءة نزلت بعد سورة القتال هذه . .
وأكثر أهل العلم يقولون : إن الآية ليست منسوخة ، وإن جميع الآيات المذكورة ،