@ 40 @ يَسْتَكْبِرُونَ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } . .
فهم لشدة خوفهم من الله ، وإجلالهم له بسبحون بحمد ربهم ، ويخافون على أهل الأرض ، ولذا يستغفرون لهم خوفاً عليهم من سخط الله ، وعقابه ، ويستأنس لهذا الوجه بقوله تعالى { إِنَّا عَرَضْنَا الاٌّ مَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ } إلى قوله : { وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا } لأن الإشفاق الخوف . .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِى الاٌّ رْضِ } يعني لخصوص الذين آمنوا منهم وتابوا إلى الله واتبعوا سبيله ، كما أوضحه تعالى بقوله : { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ } . .
فقوله : { لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ } يوضح المراد من قوله : { لِمَن فِى الاٌّ رْضِ } . .
ويزيد ذلك إيضاحاً قوله تعالى عنهم إنهم يقولون في استغفارهم للمؤمنين { فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَاتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ } لأن ذلك يدل دلالة واضحة على عدم استغفارهم للكفار . .
الوجه الثاني : أن المعنى { تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ } من شدة عظم الفرية التي افتراها الكفار على خالق السماوات والأرض جل وعلا ، من كونه اتخذ ولداً ، سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً ، وهذا الوجه جاء موضحاً في سورة مريم ، في قوله تعالى : { وَقَالُواْ اتَّخَذَ الرَّحْمَانُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الاٌّ رْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَانِ وَلَداً وَمَا يَنبَغِى لِلرَّحْمَانِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً إِن كُلُّ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ إِلاَّ آتِى الرَّحْمَانِ عَبْداً } كما قدمنا إيضاحه . .
وغاية ما في هذا الوجه أن آية شورى هذه فيها إجمال في سبب تفطر السماوات ، وقد جاء ذلك موضحاً في آية مريم المذكورة . وكلا الوجهين حق . .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة { يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ } فيه للعلماء أوجه . .
قيل : يتفطرن ، أي السماوات من فوقهن أي الأرضين ، ولا يخفى بعد هذا القول كما ترى .