@ 18 @ النحس ، البلاء والشدة ، قال وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت زهير بن أبي سلمى يقول : فِى يَوْمِ نَحْسٍ } . قال : النحس ، البلاء والشدة ، قال وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت زهير بن أبي سلمى يقول : % ( سواء عليه أي يوم أتيته % أساعة نحس تتقي أم بأسعد ) % .
وتفسير النحس بالبلاء والشدة تفسير بالمعنى ، لأن الشؤم بلاء وشدة . ومقابلة زهير النحس بالأسعد في بيته يوضح ذلك ، وهو معلوم . .
ويزعم بعض أهل العلم ، أنها من آخر شوال ، وأن أولها يوم الأربعاء وآخرها يوم الأربعاء ، ولا دليل على شيء من ذلك . .
وما يذكره بعض أهل العلم من أن يوم النحس المستمر ، هو يوم الأربعاء الأخير من الشهر ، أو يوم الأربعاء مطلقاً ، حتى إن بعض المنتسبين لطلب العلم وكثيراً من العوام صاروا يتشاءمون بيوم الأربعاء الأخير من كل شهر ، حتى إنهم لا يقدمون على السفر ، والتزويج ونحو ذلك فيه ، ظانين أنه يوم نحس وشؤم ، وأن نحسه مستمر على جميع الخلق في جميع الزمن ، لا أصل له ولا معول عليه ، ولا يلتفت إليه ، من عنده علم ، لأن نحس ذلك اليوم مستمر على عاد فقط الذين أهلكهم الله فيه ، فاتصل لهم عذاب البرزخ والآخرة ، بعذاب الدنيا ، فصار ذلك الشؤم مستمراً عليهم استمراراً لا انقطاع له . .
أما غير عاد فليس مؤاخذاً بذنب عاد ، لأنه لا تزر وازرة وزر أخرى . .
وقد أردنا هنا أن نذكر بعض الروايات التي اغتر بها ، من ظن استمرار نحس ذلك اليوم ، لنبين أنها لا معول عليها . .
قال صاحب الدر المنثور : وأخرج ابن أبي حاتم عن زر بن حبيش { فِى يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ } ( قال : يوم الأربعاء ) . .
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال لي جبريل أقض باليمين مع الشاهد . وقال : يوم الأربعاء يوم نحس مستمر ) . .
وأخرج ابن مردويه عن علي قال : ( نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم باليمين مع الشاهد والحجامة ويوم الأربعاء يوم نحس مستمر ) .