@ 17 @ .
فقوله : ريح صر ، أي باردة شديدة البرد . .
والأظهر أن كلا القولين صحيح ، وأن الريح المذكورة . جامعة بين الأمرين ، فهي عاصفة شديدة الهبوب ، باردة شديد البرد . .
وما ذكره جل وعلا من إهلاكه عاداً بهذه الريح الصرصر ، في تلك الأيام النحسات ، أي المشؤومات النكدات ، لأن النحس ضد السعد ، وهو الشؤم جاء موضحاً في آيات من كتاب الله . .
وقد بين تعالى في بعضها عدد الأيام والليالي التي أرسل عليهم الريح فيها ، كقوله تعالى : { وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ } وقوله تعالى : { وَفِى عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ مَا تَذَرُ مِن شَىْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ } : وقوله تعالى : { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِى يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ } وقوله تعالى : { هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَىْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا } . .
وهذه الريح الصرصر هي المراد بصاعقة عاد في قوله تعالى : { فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ } . .
وقرأ هذا الحرف نافع ، وابن كثير ، وأبو عمر ، نَحْسات ، بسكون الحاء ، وعليه فالنحس ، وصف أو مصدر ، نزل منزلة الوصف . .
وقرأه ابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ، نَحِسات بكسر الحاء ووجهه ظاهر . .
قد قدمنا أن معنى النحسات : المشؤومات النكدات . .
وقال صاحب الدر المنثور : وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل : { فِى يَوْمِ نَحْسٍ } . قال :