@ 326 @ .
ومنه قوله تعالى : { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ } أي شرف لكم على أحد القولين . .
الوجه الثاني : أن الذكر اسم مصدر بمعنى التذكير ، لأن القرآن العظيم فيه التذكير والمواعظ ، وهذا قول الجمهور واختاره ابن جرير . .
تنبيه .
اعلم أن العلماء اختلفوا في تعيين الشيء الذي أقسم الله عليه في قوله تعالى : { وَالْقُرْءَانِ ذِى الذِّكْرِ } ، فقال بعضهم : إن المقسم عليه مذكور ، والذين قالوا إنه مذكور ، اختلفوا في تعيينه وأقوالهم في ذلك كلها ظاهرة السقوط . .
فمنهم من قال : إن المقسم عليه هو قوله تعالى { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ } . .
ومنهم من قال هو قوله : { إِنَّ هَاذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ } . .
ومنهم من قال هو قوله تعالى : { إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرٌّ سُلَ فَحَقَّ عِقَابِ } كقوله { تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ } . وقوله : { وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِقِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ * إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } . .
ومنهم من قال هو قوله : { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم } ، ومن قال هذا قال : إن الأصل لكم أهلكنا ولما طال الكلام ، حذفت لام القسم ، فقال : كم أهلكنا بدون لام . .
قالوا : ونظير ذلك قوله تعالى : { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا } لما طال الكلام بين القسم والمقسم عليه ، الذي هو قد أفلح من زكاها ، حذفت منه لام القسم . .
ومنهم من قال : إن المقسم عليه هو قوله : ص قالوا معنى ص صدق رسول الله والقرآن ذي الذكر . وعلى هذا فالمقسم عليه هو صدقه صلى الله عليه وسلم . .
ومنهم من قال المعنى : هذه ص أي السورة التي أعجزت العرب ، { وَالْقُرْءَانِ ذِى الذِّكْرِ } ، إلى غير ذلك من الأقوال التي لا يخفى سقوطها . .
وقال بعض العلماء إن المقسم عليه محذوف ، واختلفوا في تقديره ، فقال الزمخشري