@ 268 @ قد بيَّنا الأيات الموضحة له في سورة ( الحجر ) ، في الكلام على قوله تعالى : { إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ } ، وفي غير ذلك من المواضع . { قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثُقَالَ ذَرَّةٍ فِى السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِى الاٌّ رْضِ } . قد قدّمنا الآيات الموضحة له في سورة ( بني إسرائيل ) ، في الكلام على قوله تعالى : { قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرّ عَنْكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً } . { وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } . قد قدّمنا الآيات الموضحة له في سورة ( البقرة ) ، في الكلام على قوله تعالى : { وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ } . { قُلْ مَن يَرْزُقُكُمْ مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ قُلِ اللَّهُ } . أمر اللَّه جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة ، نبيَّه محمّد صلى الله عليه وسلم أن يقول للكفّار : { مَن يَرْزُقُكُم مّنَ * السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ } ، أي : يرزقكم من السماوات بإنزال المطر مثلاً ، والأرض بإنبات الزروع والثمار ، ونحو ذلك . ثم أمره أن يقول : { اللَّهِ } ، أي : الذي يرزقكم من السماوات والأرض هو اللَّه ، وأمره تعالى له صلى الله عليه وسلم بأن يجيب بأن رازقهم هو اللَّه يفهم منه أنهم مقرّون بذلك ، وأنه ليس محل نزاع . .
وقد صرّح تعالى بذلك في آيات كثيرة ؛ كقوله تعالى : { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مّنَ السَّمَاء وَالاْرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والاْبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيّتَ مِنَ الْحَىّ } ، وإقرارهم بربوبيته تعالى يلزمه الاعتراف بعبادته وحده ، والعلم بذلك . .
وقد قدَّمنا كثيرًا من الآيات الموضحة لذلك في سورة ( بني إسرائيل ) ، في الكلام على قوله تعالى : { إِنَّ هَاذَا الْقُرْءانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ } . { قُل لاَّ تُسْألُونَ عَمَّآ أَجْرَمْنَا وَلاَ نُسْألُ عَمَّا تَعْمَلُونَ }