@ 264 @ ) % .
يعني : أن الجهل غائب عنه ليس متّصفًا به . وقرأ هذا الحرف نافع وابن عامر : { عَالِمُ الْغَيْبِ } ، بألف بعد العين وتخفيف اللام المكسورة ، وضمّ الميم على وزن فاعل . وقرأه حمزة والكسائي : { عِلْمَ الْغَيْبَ } ، بتشديد الميم وألف بعد اللام المشدّدة وخفض الميم على وزن فعال . وقرأه ابن كثير وأبو عمرو وعاصم : { عَالِمُ الْغَيْبِ } ؛ كقراءة نافع وابن عامر ، إلا أنهم يخفضون الميم . وعلى قراءة نافع وابن عامر بضم الميم ، من قوله : { عَالِمُ الْغَيْبِ } ، فهو مبتدأ خبره جملة : { لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ } الآية ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أي : هو عالم الغيب . .
وعلى قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم : { عَالِمُ الْغَيْبِ } ، بخفض الميم فهو نعت لقوله : { رَبّى } ، أي : قل : بلى وربي عالم الغيب لتأتينكم ، وكذلك على قراءة حمزة والكسائي : { عِلْمَ الْغَيْبَ } . وقرأ هذا الحرف عامّة القرّاء غير الكسائي : { لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ } ، بضم الزاي من { يَعْزُبُ } ، وقرأه الكسائي بكسر الزاي . { وَالَّذِينَ سَعَوْا فِىءَايَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَائِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ } . لم يبيّن هنا نوع هذا العذاب ، ولكنّه بيَّنه بقوله في ( الحجّ ) : { وَالَّذِينَ سَعَوْاْ فِىءايَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } ، وقوله : { مُعَاجِزِينَ } ، أي : مغالبين ومسابقين ، يظنون أنهم يعجزون ربّهم ، فلا يقدر على بعثهم وعذابهم . والرجز : العذاب ؛ كما قال : { فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزًا } ، وقرأ هذا الحرف ابن كثير ، وأبو عمرو : { مُعَاجِزِينَ } ، بلا ألف بعد العين مع تشديد الجيم المكسورة . وقرأه الباقون بألف بعد العين ، وتخفيف الجيم ، ومعنى قراءة التشديد أنهم يحسبون أنهم يعجزون ربهم ، فلا يقدر على بعثهم وعقابهم . .
وقال بعضهم : أن معنى { مُعَاجِزِينَ } بالتشديد ، أي : مثبطين الناس عن الإيمان . وقرأ ابن كثير وحفص : { مّن رّجْزٍ أَلِيمٌ } ، بضم الميم من قوله : { أَلِيمٌ } على أنه نعت ؛ لقوله : { عَذَابِ } وقرأ الباقون : { أَلِيمٌ } بالخفض على أنه نعت لقوله : { رِجْزَ } . { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ } ، إلى قوله : { وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ } .