@ 171 @ .
الأول : أن تأنيثها غير حقيقي . .
والثاني : الفصل بينها وبين الفعل ، كما هو معلوم . وأمّا على قراءة ضمّ التاء فوجه تجريد الفعل من التاء هو كون تأنيث العاقبة غير حقيقي فقط . .
وأظهر الأقوال في معنى الآية عندي ، أن المعنى على قراءة ضمّ التاء ، كانت عاقبة المسيئين السوأى ، وهي تأنيث الأسوإ ، بمعنى : الذي هو أكثر سوءًا ، أي : كانت عاقبتهم العقوبة ، التي هي أسوأ العقوبات ، أي : أكثرها سوءًا وهي النار أعاذنا اللَّه وإخواننا المسلمين منها . .
وأمّا على قراءة فتح التاء ، فالمعنى : كانت السوأى عاقبة الذين أساءوا ، ومعناه واضح مما تقدم ، وأن معنى قوله : { السُّوءى أَن كَذَّبُواْ } ، أي : كانت عاقبتهم أسوأ العقوبات لأجل أن كذبوا . .
وهذا المعنى تدلّ عليه آيات كثيرة توضح أن الكفر والتكذيب ، قد يؤدي شؤمه إلى شقاء صاحبه ، وسوء عاقبته ، والعياذ باللَّه ؛ كقوله تعالى : { فَلَمَّا زَاغُواْ أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ } ، وقوله : { فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا } ، وقوله : { بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ } . .
وقد أوضحنا الآيات الدالَّة على هذا في سورة ( بني إسرائيل ) ، في الكلام على قوله تعالى : { وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِىءاذَانِهِمْ وَقْراً } . وفي ( الأعراف ) ، في الكلام على قوله تعالى : { فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ } ، وفي غير ذلك . .
وبما ذكرنا تعلم أن قول من قال : إن { الْسُّوأَى } منصوب ب { الَّذِينَ أَسَاءواْ } ، أي : اقترفوا الجريمة السوأى خلاف الصواب ، وكذلك قول من قال : إن { ءانٍ } في قوله : { أَن كَذَّبُواْ } تفسيرية ، فهو خلاف الصواب أيضًا ، والعلم عند اللَّه تعالى . { اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } . قد قدّمنا الآيات الموضحة له في ( البقرة ) ، و ( النحل ) ، و ( الحج ) ، وغير ذلك . { وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مِّن شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَاءُ }