@ 160 @ وهي : الريح ، يعني : عادًا ، بدليل قوله : { وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ } ، وقوله : { وَفِى عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرّيحَ الْعَقِيمَ } ، ونحو ذلك من الآيات . وقوله تعالى : { وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ } ، يعني : ثمود ، بدليل قوله تعالى فيهم : { وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِى دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلا إِنَّ * ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لّثَمُودَ } . وقوله : { وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الاْرْضَ } ، يعني : قارون ، بدليل قوله تعالى فيه : { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الاْرْضَ } . وقوله تعالى : { وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا } ، يعني : فرعون وهامان ، بدليل قوله تعالى : { ثُمَّ أَغْرَقْنَا الاْخَرِينَ } ، ونحو ذلك من الآيات . .
والأظهر في قوله في هذه الآية : { وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ } ، أن استبصارهم المذكور هنا بالنسبة إلى الحياة الدنيا خاصة ؛ كما دلّ عليه قوله تعالى : { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مّنَ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الاْخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } ، وقوله تعالى : { وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِى أَصْحَابِ السَّعِيرِ } ، ونحو ذلك من الآيات . وقوله : { وَمَا كَانُواْ سَابِقِينَ } ، كقوله تعالى : { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ } . { مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَآءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ * إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَىْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَتِلْكَ الاٌّ مْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ الْعَالِمُونَ } . قد قدّمنا الآيات الموضحة له في سورة ( الأعراف ) ، في الكلام على قوله تعالى : { فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ } ، وفي مواضع أُخر . { اتْلُ مَا أُوْحِىَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ } . قد قدّمنا الآيات الموضحة له في سورة ( الكهف ) ، في الكلام على قوله تعالى : { وَاتْلُ مَا أُوْحِىَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبّكَ لاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِهِ } . { وَأَقِمِ الصَّلَواةَ إِنَّ الصَّلَواةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنْكَرِ } .