@ 107 @ الحدّ ، بقوله : { وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ } ، فلم يحدّه مع إقراره بموجب الحدّ . { وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ } . هذا الذي ذكره هنا عن ( الشعراء ) من أنهم يقولون ما لا يفعلون ، بيّن في آية أخرى أنه من أسباب المقت عنده جلَّ وعلا ، وذلك في قوله تعالى : { يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ } ، والمقت في لغة العرب : البغض الشديد ، فقول الإنسان ما لا يفعل ، كما ذكر عن الشعر يبغضه اللَّه ، وإن كان قوله ما لا يفعل فيه تفاوت ، والعلم عند اللَّه تعالى . { إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ } . قد قدّمنا الآيات الموضحة له في أوّل سورة ( الكهف ) ، في الكلام على قوله تعالى : { وَيُبَشّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا } ، مع شواهده العربية . { وَذَكَرُواْ اللَّهَ كَثِيراً } . أثنى اللَّه تعالى في هذه الآية الكريمة على الذين آمنوا وعملوا الصالحات بذكرهم اللَّه كثيرًا ، وهذا الذي أثنى عليهم به هنا من كثرة ذكر اللَّه ، أمر به في آيات أُخر ، وبيَّن جزاءه ؛ قال تعالى : { وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } ، وقال تعالى : { ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } ، وقال تعالى : { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ وَاخْتِلَافِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ لاَيَاتٍ لاِوْلِى الاْلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ } ، وقال تعالى : { وَالذكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } . { وَانتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ } . قد قدّمنا الآيات الموضحة له ؛ كقوله تعالى : { وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ } ، في آخر سورة ( النحل ) ، في الكلام على قوله تعالى : { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لّلصَّابِرينَ } .