@ 93 @ { قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ * تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ } . ما دلّت عليه هذه الآية الكريمة من أن أهل النار يختصمون ، فيها جاء موضحًا في مواضع أُخر من كتاب اللَّه تعالى ؛ كقوله تعالى : { هَاذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لاَ مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ * قَالُواْ بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ } ، إلى قوله تعالى : { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ } . .
وقد قدّمنا إيضاح هذا بالآيات القرءانية في سورة ( الأعراف ) ، في الكلام على قوله تعالى : { حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لاْولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا فَئَاتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مّنَ النَّارِ } ، وفي سورة ( البقرة ) ، في الكلام على قوله تعالى : { إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ } . وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ * إِذْ نُسَوّيكُمْ بِرَبّ الْعَالَمِينَ } ، قد قدّمنا الآيات الموضحة له في أوّل سورة ( الأنعام ) ، في الكلام على قوله تعالى : { ثْمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبّهِمْ يَعْدِلُونَ } . { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ } . قدّمنا الآيات الموضحة له في سورة ( البقرة ) ، في الكلام على قوله تعالى : { وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ } ، وفي سورة ( الأعراف ) ، في الكلام على قوله تعالى : { فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا } . { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } . دلَّت هذه الآية الكريمة على أمرين : .
الأول منهما أن الكفّار يوم القيامة ، يتمنّون الردّ إلى الدنيا ، لأن { لَوْ } في قوله هنا : { فَلَوْ أَنَّ لَنَا } للتمنّي ، وال { كَرَّةٌ } هنا : الرجعة إلى الدنيا ، وإنهم زعموا أنهم إن ردّوا إلى الدنيا كانوا من المؤمنين المصدقين للرسل ، فيما جاءت به ، وهذان الأمران قد قدّمنا الآيات الموضحة لكل واحد منهما . .
أمّا تمنّيهم الرجوع إلى الدنيا ، فقد أوضحناه بالآيات القرءانية في سورة ( الأعراف ) ، في الكلام على قوله تعالى : { أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِى كُنَّا نَعْمَلُ } . وأمّا زعمهم