@ 91 @ : فقول الذبياني : فآب مضلّوه ، يعني : فرجع دافنوه ، وقول السعدي : أضلّت ، أي : دفنت ، ومن إطلاق الضلال أيضًا على الغيبة والاضمحلال قول الأخطل : % ( كنت القذى في موج أكدر مزيد % قذف الأتى به فضل ضلالا ) % .
وقول الآخر : وقول الآخر : % ( ألم تسأل فتخبرك الديار % عن الحي المضلل أين ساروا ) % .
وزعم بعض أهل العلم أن للضلال إطلاقًا رابعًا ، قال : ويطلق أيضًا على المحبّة ، قال : ومنه قوله : { قَالُواْ تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِى ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ } ، قال : أي في حبّك القديم ليوسف ، قال : ومنه قول الشاعر : وزعم بعض أهل العلم أن للضلال إطلاقًا رابعًا ، قال : ويطلق أيضًا على المحبّة ، قال : ومنه قوله : { قَالُواْ تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِى ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ } ، قال : أي في حبّك القديم ليوسف ، قال : ومنه قول الشاعر : % ( هذا الضلال أشاب مني المفرقا % والعارضين ولم أكن متحقّقا ) % % ( عجبًا لعزة في اختيار قطيعتي % بعد الضلال فحبلها قد أخلقا ) % .
وزعم أيضًا أن منه قوله : { وَوَجَدَكَ ضَالاًّ } ، قال : أي محبًّ للهداية فهداك ، ولا يخفى سقوط هذا القول ، والعلم عند اللَّه تعالى . { فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ } . خوفه منهم هذا الذي ذكر هنا أنه سبب لفراره منهم ، قد أوضحه تعالى وبيّن سببه في قوله : { وَجَاء رَجُلٌ مّنْ مّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يامُوسَى إِنَّ الْمَلاَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنّى لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ * فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبّ نَجّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } ، وبيّن خوفه المذكور بقوله تعالى : { فَأَصْبَحَ فِى الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ } . { فَوَهَبَ لِى رَبِّى حُكْماً وَجَعَلَنِى مِنَ الْمُرْسَلِينَ } . قد قدّمنا الآيات الموضحة لابتداء رسالته المذكورة هنا في سورة ( مريم ) ، وغيرها . .
وقوله : { فَوَهَبَ لِى رَبّى حُكْماً } ، قال بعضهم : الحكم هنا هو النبوّة ، وممن يروى عنه ذلك السدي . .
والأظهر عندي : أن الحكم هو العلم الذي علّمه اللَّه إيّاه بالوحي ، والعلم عند اللَّه تعالى . { قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ } .