@ 75 @ .
يعني : يكن عذابه دائمًا لازمًا ، وكذلك قول بشر بن أبي حازم : يعني : يكن عذابه دائمًا لازمًا ، وكذلك قول بشر بن أبي حازم : % ( ويوم النسار ويوم الجفا % ركانًا عذابًا وكان غرامًا ) % .
وذلك هو الأظهر أيضًا في قول الآخر : % ( وما أكلة إن نلتها بغنيمة % ولا جوعة إن جعتها بغرام ) % وَالَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } . قرأ هذا الحرف نافع وابن عامر : { وَلَمْ يَقْتُرُواْ } بضمّ الياء المثناة التحتية وكسر التاء مضارع أقتر الرباعي ، وقرأه ابن كثير وأبو عمرو : { وَلَمْ يَقْتُرُواْ } بفتح المثاة التحتية ، وكسر المثناة الفوقية مضارع قتر الثلاثي كضرب ، وقرأه عاصم وحمزة ، والكسائي ، { وَلَمْ يَقْتُرُواْ } بفتح المثناة التحتية ، وضمّ المثناة الفوقية مضارع قتر الثلاثي كنصر ، والإقتار على قراءة نافع وابن عامر ، والقتر على قراءة الباقين معناهما واحد ، وهو التضييق المخل بسد الخلّة اللازم ، والإسراف في قوله تعالى : { لَمْ يُسْرِفُواْ } ، مجاوزة الحدّ في النفقة . .
واعلم أن أظهر الأقوال في هذه الآية الكريمة ، أن اللَّه مدح عباده الصالحين بتوسّطهم في إنفاقهم ، فلا يجاوزون الحدّ بالإسراف في الإنفاق ، ولا يقترون ، أي : لا يضيقون فيبخلون بإنفاق القدر اللازم . .
وقال بعض أهل العلم : الإسراف في الآية : الإنفاق في الحرام والباطل ، والإقتار منع الحق الواجب ، وهذا المعنى وإن كان حقًّا فالأظهر في الآية هو القول الأول . .
قال ابن كثير رحمه اللَّه : { وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ } ، أي : ليسوا مبذرين في إنفاقهم ، فيصرفوا فوق الحاجة ، ولا بخلاء على أهليهم ، فيقصروا في حقهم فلا يكفوهم بل عدلاً خيارًا ، وخير الأمور أوسطها ، لا هذا ولا هذا ، انتهى محل الغرض منه . .
وقوله تعالى : { وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } ، أي : بين ذلك المذكور من الإسراف والقتر { قَوَاماً } أي : عدلاً وسطًا سالمًا من عيب الإسراف والقتر . .
وأظهر أوجه الإعراب عندي في الآية هو ما ذكره القرطبي ، قال : { قَوَاماً } خبر