@ 28 @ وفظاعته ، أو لأنهم كلمانضجت جلودهم بدلوا غيرها ، فلا غاية لهلاكهم . ا ه . تنبيه .
اعلم أنه تعالى في هذه الآية الكريمة قال : مكاناً ضيقاً ، وكذلك في الأنعام في قوله تعالى : { يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً } وقال في هود { وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ } فما وجه التعبير في سورة هود ، بقوله : ضائق على وزن فاعل ، وفي الفرقان والأنعام بقوله : ضيقاً على وزن فيعل ، مع أنه في المواضع الثلاثة هو الوصف من ضاق يضيق ، فهو ضيق . .
والجواب عن هذا هو أنه تقرر في فن الصرف أن جميع أوزان الصفة المشبهة باسم الفاعل إن قصد بها الحدوث والتجدد جاءت على وزن فاعل مطلقاً ، كما أشار له ابن مالك في لاميته بقوله : والجواب عن هذا هو أنه تقرر في فن الصرف أن جميع أوزان الصفة المشبهة باسم الفاعل إن قصد بها الحدوث والتجدد جاءت على وزن فاعل مطلقاً ، كما أشار له ابن مالك في لاميته بقوله : % ( وفاعل صالح للكل إن قصد ال % حدوث نحو غدا ذا فارح جذلا ) % .
وإن لم يقصد به الحدوث ، والتجدد بقي على أصله . .
وإذا علمت ذلك فاعلم أن قوله تعالى في سورة هود { فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ } أريد به أنه يحدث له ضيق الصدر ، ويتجدد له بسبب عنادهم وتعنتهم في قولهم : { لَوْلاَ أُنُزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ } ولما كان كذلك ، قيل فيه : ضائق بصيغة اسم الفاعل ، أما قوله : ضيقاً في الفرقان والأنعام فلم يرد به حدوث ، ولذلك بقي على أصله . .
ومن أمثلة إتيان الفيعل على فاعل إن قصد به الحدوث قوله تعالى : { وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ } وقول قيس بن الخطيم الأنصاري : ومن أمثلة إتيان الفيعل على فاعل إن قصد به الحدوث قوله تعالى : { وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ } وقول قيس بن الخطيم الأنصاري : % ( أبلغ خداشا أنني ميت % كل امرىء ذي حسب مائت ) % .
فلما أراد حدوث الموت قال : مائت بوزن فاعل ، وأصله ميت على وزن فيعل . .
ومن أمثلته في فعل يفتح فكسر قول أبي عمرو أشجع بن عمرو السلمي يرثى