@ 27 @ ومعنى مؤصدة في الموضعين بهمز ، وبغير همز : مطبقة أبوابها ، مغلقة عليهم كما أوضحناه بشواهده العربية في سورة الكهف في الكلام على قوله تعالى : { وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدِ } ومن كان في مكان مطبق مغلق عليه ، فهو في مكان ضيق ، والعياذ بالله ، وقد ذكر أن الواحد منهم يجعل في محله من النار بشدة كما يدق الوتد في الحائط ، وعن ابن مسعود : أن جهنم تضيق على الكافر كتضييق الزج على الرمح . والزج بالضم : الحديدة التي في أسفل الرمح . .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : مقرنين : أي في الأصفاد بدليل قوله تعالى في سورة إبراهيم { وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِى الاْصْفَادِ } والأصفاد والقيود . والأظهر أن معنى مقرنين : أن الكفار يقرن بعضهم إلى بعض في الأصفاد والسلاسل ، وقال بعض أهل العلم : كل كافر يقرن هو وشيطانه ، وقد قال تعالى : { حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يالَيْتَ يالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ } . .
وهذا أظهر من قول من قال : مقرنين مكتفين ، ومن قول من قال : مقرنين : أي قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال ، والثبور : الهلاك والويل والخسران . .
وقال ابن كثير : والأظهر أن الثبور يجمع الخسار والهلاك والويل والدمار . كما قال موسى لفرعون : { وَإِنّى لاظُنُّكَ يافِرْعَونُ * فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا } أي هالكاً ، قال عبد الله بن الزبعري السهمي : وقال ابن كثير : والأظهر أن الثبور يجمع الخسار والهلاك والويل والدمار . كما قال موسى لفرعون : { وَإِنّى لاظُنُّكَ يافِرْعَونُ * فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا } أي هالكاً ، قال عبد الله بن الزبعري السهمي : % ( إذا جارى الشيطان في سنن الغس % ى ومن مال ميله مثبور . ا ه ) % .
وقال الجوهري في صحاحه : والثبور الهلاك والخسران أيضاً ، قال الكميت : وقال الجوهري في صحاحه : والثبور الهلاك والخسران أيضاً ، قال الكميت : % ( ورأت قضاعة في الأيا % من رأى مثبور وثابر ) % .
أي مخسور وخاسر يعني في انتسابها لليمن . ا ه منه . .
وقوله تعالى : { دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } معنى دعائهم الثبور هو قولهم : واثبوراه ، يعنون : يا ويل ، ويا هلاك ، تعال ، فهذا حينك وزمانك . .
وقال الزمخشري : ومعنى وادعوا ثبوراً كثيراً أنكم وقعتم فيما ليس ثبوركم فيه واحداً ، إنما هو ثبور كثير ، إما لأن العذاب أنواع وألوان ، كل نوع منها ثبور ، لشدته