@ 546 @ حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن بسر بن سعيد ، عن زينب امرأة عبد الله قالت : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيباً ) . .
حدثنا يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم ، قال يحيى : أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة ، عن يزيد بن حصيفة ، عن بسر بن سعيد ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهدن معنا العشاء الآخرة ) ا ه . .
فهذا الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن صحابيين ، وهما : أبو هريرة ، وزينب امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عن الجميع ، صريح في أن المتطيبة ليس لها الخروج إلى المسجد ، ويؤيد ذلك ما رواه أبو داود في سننه : حدثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا حماد عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات ) ا ه . وقوله : وهن تفلات : أي غير متطيبات . وقال النووي في شرح المهذب . في هذا الحديث رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم . وتفلات بفتح التاء المثناة فوق وكسر الفاء : أي تاركات الطيب ا ه . ومنه قول امرىء القيس : قال : ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات ) ا ه . وقوله : وهن تفلات : أي غير متطيبات . وقال النووي في شرح المهذب . في هذا الحديث رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم . وتفلات بفتح التاء المثناة فوق وكسر الفاء : أي تاركات الطيب ا ه . ومنه قول امرىء القيس : % ( إذا ما الضجيع ابتزها من ثيابها % تميل عليه هونة غير متغالى ) % .
وهذا الحديث أخرجه أيضاً الإمام أحمد وابن خزيمة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وأخرجه ابن حبان من حديث زيد بن خالد . قاله الشوكاني وغيره . .
وإذا علمت أن هذه الأحاديث دلت على أن المتطيبة ليس لها الخروج إلى المسجد ، لأنها تحرك شهوة الرجال بريح طيبها . .
فاعلم أن أهل العلم ألحقوا بالطيب ما في معناه كالزينة الظاهرة ، وصوت الخلخال والثياب الفاخرة ، والاختلاط بالرجال ، ونحو ذلك بجامع أن الجميع سبب الفتنة بتحريك شهوة الرجال ، ووجهه ظاهر كما ترى . وألحق الشافعية بذلك الشابة مطلقاً ، لأن الشاب مظنة الفتنة ، وخصصوا الخروج إلى المساجد بالعجائز . والأظهر أن الشابة إذا خرجت مستترة غير متطيبة ، ولا متلبسة بشيء آخر من أسباب الفتنة أن لها الخروج إلى المسجد لعموم النصوص المتقدمة . والعلم عند الله تعالى .