@ 326 @ .
قوله تعالى : { ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذالِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ } . بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنهم بعد أن أنشأهم خلقاً آخر ، فأخرج الواحد منهم من بطن أمه صغيراً ، ثم يكون محتلماً ، ثم يكون شاباً ، ثم يكون كهلاً ، ثم يكون شيخاً ، ثم هرماً أنهم كلهم صائرون إلى الموت من عمر منهم ومن لم يعمر ، ثم هم بعد الموت يبعثون أحياءً ، يوم القيامة للحساب والجزاء ، وهذا الموت والحياة المذكوران هنا كل واحد منهما له نظير آخر ، لأنهما إماتتان وإحياتان ذكر من كل منهما واحدة هنا ، وذكر الجميع في قوله تعالى : { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } وقوله : { قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ } كما قدمنا إيضاحه في سورة الحج والبقرة ، وكل ذلك دليل على كمال قدرته ، ولزوم الإيمان به ، واستحقاقه للعبادة وحده سبحانه وتعالى علواً كبيراً . .
قوله تعالى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَآئِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ } . في قوله تعالى طرائق ، وجهان من التفسير : .
أحدهما : أنها قيل لها طرائق ، لأن بعضها فوق بعض من قولهم : طارق النعل إذا صيرها طاقاً فوق طاق ، وركب بعضها عَلَى بعض ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم ( كأن وجوههم المجان المطرقة ) أي التراس التي جعلت لها طبقات بعضها فوق بعض ، ومنه قول الشاعر يصف نعلاً له مطارقة : ( كأن وجوههم المجان المطرقة ) أي التراس التي جعلت لها طبقات بعضها فوق بعض ، ومنه قول الشاعر يصف نعلاً له مطارقة : % ( وطراق من خلفهن طراق % ساقطات تلوي بها الصحراء ) % .
يعني : نعال الإبل ، ومنه قولهم : طائر طراق الريش ، ومطرقة إذا ركب بعض ريشه بعضاً ، ومنه قول زهير يصف بازياً : يعني : نعال الإبل ، ومنه قولهم : طائر طراق الريش ، ومطرقة إذا ركب بعض ريشه بعضاً ، ومنه قول زهير يصف بازياً : % ( أهوى لها أسفع الخدين مطرق % ريش القوادم لم تنصب له الشبك ) % .
وقول ذي الرمة يصف بازياً أيضاً : وقول ذي الرمة يصف بازياً أيضاً : % ( طراق الخوافي واقع فوق ريعه % ندى ليله في ريشه يترقرق ) % .
وقول الآخر يصف قطاة : وقول الآخر يصف قطاة : % ( سكاء مخطومة في ريشها طرق % سود قوادمها كدر خوافيها ) % .
فعلى هذا القول فقوله { سَبْعَ طَرَآئِقَ } يوضح معناه قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ